كان الشرط الأساسي بالنسبة إلي هو أن تكون الجامعة في واحد من المراكز الكبرى للموضة في العالم. على أي حال، إذا كنت راغبا في تلقي أفضل تعليم في مجال تصميم الأزياء؛ فمن المثالي أن تحيط نفسك بأفضل الأشخاص. ونظرا لأنني عشت معظم حياتي في مدينة نيويورك؛ فقد كانت كلية بارسونز لتصميم الأزياء اختيارا واضحا ومبكرا؛ ذلك إلى جانب معهد تكنولوجيا الأزياء. بالإضافة إلى ذلك، كانت لدي رغبة قوية للالتحاق بكلية سنترال سانت مارتينز في لندن؛ لأن الكثير من المصممين المفضلين لي تخرجوا فيها. في الواقع، انتهى بي الحال بالتقدم والالتحاق بكلية أوتيس للفنون والتصميم بكاليفورنيا بسبب توصيات قوية من جانب معلمي بالمرحلة الثانوية، ولأنني تلقيت منحة دراسية كاملة. ورغم ذلك، لم أمكث طويلا في كاليفورنيا؛ لأن قلبي ظل معلقا بمدينة نيويورك، ولأنني عجزت عن العثور على مصدر إلهام لي من تجربتي هناك؛ لذا، عدت أدراجي إلى مدينة نيويورك وانتهى بي الحال بقبولي بكلية بارسونز. يتطلب أن تصير مصمما ناجحا في هذا المجال ما هو أكثر من مجرد التعلم في منشأة تعليمية مرموقة؛ فبمرور الوقت لاحظت أن من نجحوا في الاستمرار في هذا المجال المنهك ليسوا أشخاصا اكتسبوا مجموعة من المهارات الجيدة من خلال دراستهم وحسب، وإنما أيضا هم أشخاص مستعدون للعمل بكد، ومنفتحون على التعلم، ولديهم مواهب إبداعية فذة.
مايكل تشو، مصمم أول لفساتين الزفاف والسهرة، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
رسم أولي لمايكل تشو، 2011. الرسم بإذن من مايكل تشو.
بعد انتهاء المرحلة الثانوية، اخترت الالتحاق بمدرسة ترافاجين للأزياء. كانت أقدم مدرسة أزياء في مدينة نيويورك وأدمجت مع مدرسة وود-توبي كوبرن بعد أن تخرجت بفترة طويلة. أنا لم أكن مضطرة لدراسة برنامج فنون حرة؛ لأن المدرسة كانت ملتزمة بمساعدتنا على فهم الفن والجانب التجاري فهما كاملا؛ فكل يوم، وطوال اليوم بأكمله، كنت أفصل القماش على المانيكانات أو أعد الباترونات من الصفر وأصمم الملابس. وكان هناك يوم أو يومان في الأسبوع مخصصين لكل بند من البندين السابقين. جيفري بين وآن كلاين وجيمس جالانوس جميعهم خريجو مدرسة ترافاجين. كنت في الأساس أدرس برنامج تصميم الأزياء، ولكن بعد عامين ونصف من تخرجي، لاحظت أن جميع الشركات ترغب في الاطلاع على شهادة جامعية، ولهذا قررت أن ألتحق بمعهد تكنولوجيا الأزياء لتعلم إعداد الباترونات.
مارينا سبيزاكيس، مصممة فنية أولى، بشركة تصميم فساتين، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
فستان «بيج بلو» لحفلات السجادة الحمراء من عرض أزياء ديبيو بمعهد تصميم وتسويق الأزياء. الصورة بإذن من بول هرنانديز.
بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، كنت أعرف أن وجهتي هي مجال الأزياء. وقررت الالتحاق بجامعة سان دييجو وأثناء إتمام تعليمي العام، أدركت أنني بصرف النظر عن المهمة التي أكلف بها في محاضراتي، كنت أجد نفسي دوما أقحم الأزياء فيها. حينئذ أدركت أنني ينبغي علي السعي من أجل تحقيق أحلامي؛ فجمعت معلومات حول معهد تصميم وتسويق الأزياء وقررت أن هذا هو المكان المناسب لي. السبب الرئيسي الذي جعلني أختار هذا المعهد هو العلاقات الرائعة التي تربطه بالمجال، ولأنه في قلب صناعة الموضة بلوس أنجلوس. ومضيت قدما لأكون واحدا من عشرة مصممين وقع عليهم الاختيار لتقديم مجموعة ملابس نسائية في عرض أزياء ديبيو السنوي الخاص بالمعهد، وأنا في غاية السعادة لكوني كنت جزءا من أسرة هذا المعهد.
بول هرنانديز، كبير مصممين، خط إنتاج آي جي أوه، سان دييجو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية
قررت أنا وأمي القيام بجولة لزيارة جميع الكليات التي كنت مهتمة بها، ولكن ما إن وطئت قدمي حرم معهد برات حتى عرفت أنني وقعت في حب هذا المكان. كانت الحشائش الخضراء والحرم الجامعي المحاط بالبوابات وسط منطقة فورت جرين بحي بروكلين، أشبه بالعثور على جوهرة من الماس وسط الحصى. في ذلك الوقت، كان معهد برات في حالة سيئة للغاية، ولم يكن قد جرى ترميمه وإعادة بنائه، إلا أنه لا يزال بإمكاني أن أرى جماله. لقد راق لي شيء في الفخامة العجيبة للطوب الأحمر المتصدع المترب بالإضافة إلى التماثيل المعدنية البارزة من الأرض. لقد كنت مهتمة بتاريخ مدينة نيويورك وأدركت رغبتي في الالتحاق بإحدى الكليات هناك.
شاري سيدليتس-مكاندليش ، مصممة، شركة جيوني أستديوز، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية
صفحه نامشخص