المسعود بن عبد الرحمن وزوج ابني محمد بنت سيدي عبد الله أيضا.
فنزلنا قرب بريكة (1) وهي أرض طيبة وفيها نهر جار مثل النيل (2) وهي لسيدي محمد الحاج يتقاتل (3) عليها أولاد دراج بينهم أزال الله ظلمهم وأهلك من أرادها منهم من غير رضى أولاد الشيخ وصبيحة تلك الليلة ظعنا إلى أن وصلنا قرية مدوكال التي أمير الركب منها وهو الفقيه المحب الفاضل الكامل سيدي محمد المسعود نجل الشيخ سيدي الموهوب أسعده الله وجعل البركة في أولاده وقرية مدوكال فيها نخل ولم يكن من بلادنا نخل إلا فيها ثم كذلك إلى الزاب وهي قرية كبيرة فيها جمعة وعين عظيمة عند رأس البلد وفيها تضع العرب أثقالها وهم قد طغوا عليها سيما أولاد دراج إلا أن بركة سيدي محمد الحاج والسيد الحاج بودابة وأشياخهما ظاهرة تنوب عليهم وطريقة أولاد سيدي محمد الحاج ربانية لا يشك فيها أحد فلا يشوبها شوائب الملك أصلا خصوصا أسلافهم حسبما أخبروا عنهم وكذا هؤلاء الأواخر ومدة بقاء الحاج فيها يشترون الرواحل ، متعنا الله برؤيته صلى الله عليه وسلم بجاه الأوائل ، فلما استقربهم الحال اجتمعت فيه أفاضل ، فيحق في ذلك ذكرهم في الفضل وبالجملة فهذه القرية طيبة وأهلها فيهم الصلاح كما رأيت بعض المرابطين كامام مسجد الشيخ وبعض أولاده وبعض الطلبة وأما أكثرهم فقد فسقوا فيها بالسرقة والتعدي والمشي بالنميمة بين أكابرهم حتى نزل بهم ما نزل وقد صار البغض العظيم بينهم والله يقول وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليهم القول وقطعوا صلة ما أمر الله به أن يوصل من صلة الرحم أن لا الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم أصلح الله حالهم وأزال العداوة بينهم ورزقهم
صفحه ۱۱۴