أكثر من أبيه تؤخذ السنة من كلامه ومن أفعاله فالمدخل والشيخ عبد الله بن أبي جمرة وابن عطاء الله والشيخ زروق أمامه وقد علمت من جعل واحدا منهم قدوة كفاه فكيف بالجميع قلت وقد أخبرني بان قال رأيت جدي هذا قال فقلت له أعطني سرك فقال سري مقسوم بين أولادي ولا أدري هل زاد له وأنت لك الحظ الوفر أم لا نفعنا الله بهم آمين.
ومنهم الولي الصالح سيدي محمد بن علي إذ كان هو المتصرف في الأوطان بإذن من له الحكم من بجاية وهو الذي مسك جدي في هذه البلدة وزوج بنته له وهو الذي أمر الناس بأن بنوا له وهم بنو يعلى قيل أنه هو الذي تسبب في إزالة الميراث بان كانت البلاد في أيدي الخوارج فلما حاربوهم وقاتلوهم أجلوهم من بلادهم فبقيت في أيديهم فجعلها للرجال فقط فلما سمع الشيخ الفقيه الولي الصالح سيدي محمد بن مصباح أنكر ذلك إنكار كليا وقال الشيخ يبقى هذا سنة إلى قيام الساعة فقال الذي قاتل هم الرجال فالآن لهم ويكون بعد على فرائض الله تعالى والحق ما قاله الشيخ قدس الله روحهما ونفعنا بالجميع بمنه وكرمه .
لطيفة فان قلت وكل ما ذكرته من الأولاد على خير وفضل وعلم وحال وحلم مع أن في ذلك أمورا لا تليق وأكثرهم على المخالفة والبدعة بل ربما على ذلك (1) قتل النفس بغير حق فما وجه صنيعك قلت الأمر كما ذكرت غير أني قصدت أمرين أحدهما الستر على سبيل الجملة لأنك إذا سئلت عن قوم فيما بينهم وبين الله فقل هم بخير خصوصا أولاد الصالحين وأيضا أردت زيارتهم بالثناء عليهم فهم أحياء في قبورهم ومن ذم ولدك وأنت تسمع تغيرت عليه وإذا تغيرت لا ينتفع منك من تغير عليه وأيضا مرادي من كان على طريق الجد المذكور والابن الخارج عن نمط الأب
صفحه ۱۰۳