293

وسط المدينة والناس مشرفون من الديار والمساجد التي تلي الشوارع ويتعطل غالب الأسواق في ذلك اليوم.

قال أخبرنا أن بعض تلك الديار المشرفة على الشوارع قد تكرى من أول السنة ولا يسكنها مكتريها ولا ينزلها إلا في ذلك اليوم قصدا للتفرج وفيما سوى ذلك من الأيام تبقى معطلة أو يسكنها غيره.

وبالجملة فهذا اليوم عندهم من أعظم أيام السنة ولا ثاني له إلا يوم كسر النيل عند وفاته ويقرب منه أيضا يوم قدوم الحاج فهذه الأيام الثلاثة هي التي يحتفل لها عندهم غاية الاحتفال ويهتبل أتم الاهتبال فإذا خرج المحمل من الميدان الذي على باب القلعة إلى فضاء الرملة بقي الكثير من الخيل هناك للعب ولا يذهب معه إلا المعينون للسفر معه والرملة فضاء واسع خارج قلعة الجبل فيه تباع الإبل والخيل وسائر الدواب وبه يوجد غالب ما يحتاجه الحاج من الأثاث والأمتعة وتنصب فيه أيام الموسم اراح متعددة لتدشيش الفول يديرها الرجال بأيديهم مع كبرها وقد أعطوا قوة على ذلك يطحن الرجلان أرادب متعددة في يوم واحد فتكون بالرملة صبر من الفول المدشش كل صبرة تزيد على المائة أردب ومن هناك يكيل غالب الحاج قولهم ويعمرونه هناك من غرائرهم ويمكنونه للجمالين فيذهبون به فلا يراه صاحبه إلى المكان المشترط معهم وهو المويلح في الغالب وفي الرملة كثير من حلق المعجبين يلعبون هناك في سائر الأيام كأنواع المشعوذين وأصحاب القرود ومن ضاهاهم من أصحاب اللعب بأنواع الحيوانات كالدب والحمير والتيوس والكلاب.

وبالجملة فأهل مصر لهم ذكاء زائد وحيل غريبة قد سخرت لهم أنواع الحيوانات فقليل من أصناف الحيوانات ما لا يوجد عندهم مسخرا مذللا فسبحان

صفحه ۳۱۷