وها أنا أتوجه إلى الله وأسأله بجاه وعلومه وإتباعه ومحبته أن يشفي الله أسقامنا الظاهرة والباطنة وبمنه وكرمه وأن لا يجعل في رأينا ما يكون هلاكا في ديننا ودنيانا وأن يرزقنا بجاه سره ما فيه رضاه مع العافية التامة والنعمة الشاملة والمغفرة الواسعة والرحمة القوية لنا ولمن تشبث بنا مع الغنى عن الناس والإياس مما في أيديهم وحسن الخاتمة آمين يا رب العالمين.
أقول قال شيخ شيوخنا سيدي أحمد بن ناصر ما نصه لما نان بروضة الشيخ حجة تسع وتسعين وألف خطر لنا ما سبب سكنى هذا الإمام الأعظم ، والشيخ المكرم ، في هذه البلدة البعيدة عن المدن والحواضر فنطق أخونا في الله سيدي عبد الله بن غلبون كأنه مطلع على ما في ضمائرنا والله عليم بذات الصدور فقال سئل الشيخ رضي الله عنه عن سكناه بهذه البلدة فقال أما ما ذكرت من استيطاننا في هذه البلدة فأمر خارج عن قياس النظر غير مصحوب بالحزم ولا معقود لشيء نعلمه بل اتفاقي ظهر وجوده فلزم موجوده إلى ما يقتضيه الحق.
وما أنا بالباغي بسلمى (1) بديلة
بليلى ولكن للضرورة أحكام
قلت ولعل فائدة استيطانه هذه البلدة والله اعلم استيناس الأركاب بزيارته واستمدادهم من معونته وتقويتهم على ما هم بصدده بمطالعة حضرته.
وقد شاع عند الحجاج أن من مر بقبره وأودع عنده نفسه وماله لا يصيبه مكروه حتى يرجع ويفعلون ذلك إذا مروا به في البر أو حاذوه في البحر فيجدون بركته ولا بدع في ذلك ولا غرابة فإن الله تعالى حفيظ لا يضيع ودائع والأولياء أبواب الله فمن أودع الله شيئا عند باب من أبوابه كيف لا يحفظه فيه والله خير حفظا وهو أرحم
صفحه ۲۴۴