أولياء العراق لم يسلم للشيخ حاله ولم يصدق مقالته فسلب من حينه والعياذ بالله تعالى وكذا رجل تغير عليه الشيخ وقال لا يدخل بغداد فكان إذا وصل إلى (1) بابها لا يقدر على الدخول لما يجده من المنع الإلهي نعم شفعت (2) عنده أمه في الاجتماع معها فقبلها (3) غير انه أذن لها أن تجتمع معه في طريق تحت الأرض في بغداد وأما الطريق المعلومة (4) فممنوع منها وكذا ما حكي عن أبي يزيد البسطامي الذي من عرف اسمه دخل الجنة واسمه طيفور بن عيسى وهو أنه قال لصائم تطوعا كل يوما (5) بيوم فقال أنا صائم فقال كل يوما (6) بشهر فقال أنا صائم فقال كل يوما (7) بعام فقال أنا صائم فقال كل يوما (8) بدهر فقال أنا صائم ثم سكت عنه الشيخ فقام بعض الناس إليه قائلا له أن الشيخ يأمرك بالأكل وأنت تمتنع فقال له الشيخ دعه فانه سقط من عين الله تعالى انظر هذا مع انه موافق لمذهب مالك أنه يحرم على الصائم المتطوع الفطر من غير وجه والوجه الأبوان وذو التربية من الشيوخ ولابد أن يكون الصائم مديما للصوم وألحق البعض شيخ التعليم قلت قال المحلي حديث الصائم أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر رواه الكتب الستة فكان المختار عند غير مالك الفطر من غير منع بل هو مباح ويحتمل حينئذ المأمور بالأكل أن يكون تلميذا للشيخ ويحتمل أن يكون الشيخ مذهبه الحديث أعني جواز الفطر.
صفحه ۳۲