وقد سمعنا أن ماء زمزم يخرج إليها وانه أيضا لم يبن تلك القرية إلا بإذنه صلى الله عليه وسلم.
ثم بعد ذلك رجعنا إلى دار الشيخ سيدي محمد السعدي والد سيدي أحمد (1) الطيب كان فاضلا عالما عابدا زاهدا ورعا آكلا من عمل يديه طالبا للحلال لأن من أكل الحلال أطاع الله شاء أم أبى ومن أكل الحرام عصى الله شاء أم أبى أو كما قال صلى الله عليه وسلم وهو تلميذ الشيخ سيدي أحمد بن مزيان وانفعلت فيه سريرته وظهر عليه آثار أنواره وقد سمعت ممن يوثق به أنه قال لو شئت أن تصير لي الجبال ذهبا لفعلت ولكني اخترت ما اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه من التقلل في الدنيا ونفض يد القلب منها قطعا والحمد لله على محبة آثارهم ومعرفة أحبابهم رضي الله تعالى عنهم.
ثم بعد زيارته (2) في محله رجعنا إلى بلدنا مارين على الشيخ سيدي يحيى العيدلي عطفه الله علينا وعلى أولادنا وطلبتنا وكل من ينتمي إلينا من الإخوان وغيرهم بمنه وكرمه.
فلما بلغت البيت حدث لي العزم التام نعم أخذنا في التأهب إلى السفر والأخذ في أسبابه واشتهر أمر سفرنا وبلغ أمره أطراف نواحي عمالة الجزائر فقامت لذلك فضلاء الخاصة والعامة ثم وقع النداء في أسواق بلدنا فيمن عزم للسفر.
ثم بعد ذلك عرض لي أمر أوجب لي السفر لوادي بجاية فلما ذهبت إلى الوادي سمع بي جماعة من فضلائها العلامة الفاضل قاضيها تلميذنا سيدي أبو القاسم نجل
صفحه ۳۰