عطفهم فلم يبق إلا التعلق بهم فلا يقال قد انعدم هؤلاء الآن وقد قل وجودهم أو على تقدير وجودهم قد ستروا بظلمة الزور والبهتان ودعاوي الزنادقة أو أنهم في الفلوات من الأرض أو ظهر بعضهم فقد منع الناس منهم الطعن فيهم لا سيما الفقهاء فإنهم قد طبعوا على القدح في جانبهم والخدش فيهم نعم لا تجد فيهم منورا من أجل ذلك إذ الفقهاء إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك وإن بغضوك ذموك بما لم تتصف به وقبله العامة منهم وبالجملة فإن وجدت من فيه رائحة الذوق وظهرت علامة المعرفة فشد يدك عليه ولا تصبك غفلة وتفريط حتى تندم عليه لأنه أكسير زمانك فلا تهمل أمرك من هذا وألق السمع لما نبهناك عليه إذ هم الكعبة للزوار ولا تغمضهم (1) بعين الأزدراء وسوء الاعتقاد فتصير محروما مخذولا ممنوعا خصوصا إن أصابتك الواقعة (2) فيهم فيخاف عليك سوء الخاتمة والعياذ بالله تعالى هذا وإن من أحسن ظنه فيهم وجد في طلبهم مع الصدق وجدهم أقرب إليه من ريقه لفيه في محل لا يظنهم فيه فيحصل له سلم يرقى به إلى حضرة الله تعالى يعلم ذلك باليقين وإنما يجدهم مستورين بالقدح والخدش من هو مثل من يتعاطى الفقه والتطلب إذ خبرة خال عن الخميرة فهم الأسد ، في اجام الحسد ، وغيضة الاعتراض ، وغابة الانتقاض ، وقد علمت ما قالوا في الزباد من كونه نجسا لقربه من محل النجاسة ومعلوم كما سبق انه يحصل من غيره بمعاينة صدوره من قطعة من المبرزين في العدالة إذ عاينوه كذلك فهؤلاء أعظم منه نفعنا الله بهم.
تتمة فق لقي شيخ شيوخنا سيدي أحمد بن ناصر من فضلاء طرابلس سيدي أحمد بن عبد الواحد بن يوسف الزنزوري ثم الفزاني وهو ساكن بزاوية زنزور وأنشد له لنفسه حين وداع الشيخ :
صفحه ۱۹۹