الصباح ، ذا الأرباح ، صاحب الورع والعلم الصحيح ، والزهد والدواء لإخوانه ممن هو بالحب جريح ، العالم في كل المذاهب ، الذي طاعت وانقادتا له المواهب ، سيدي محمد المعزي (1) ومثله في الفقه سيدي محمد النعاس وكذا من البله سيدي عبد الخالق وكذا الذي هو تلميذ الشيخ سيدي محمد بن سعيد وهو الذي أعطى له كتابا مزبورا بالتركية وقال أقرأه فأخذه فقرأه وسمعت منه أنه قال لي من حينئذ أقرأ مكتوب التركي نفعنا الله بهم وبأمثالهم آمين وسيدي محمد المعزي (2) أظنه كل عرفة يحج من بيته رضي الله عنه وأرضاه وقد استفدنا منه إفادة عظيمة ولقد علمت أنه طيب الدين والدنيا لا يغادر شيئا إلا عرف سببه وطبه فمن جلس معه عرف أحكام الشريعة وأوصاف الحقيقة وما يخصه في أمر دينه ودنياه وحاله ووارده ومقامه حاصله يغترف من بحر الله فحدث عنه ولا حرج وكيف لا وشيخه الشيخ ابن سعيد إذ هو سلطان العارفين ، وملاك زمام السالكين ، ومربي المريدين ، والآخذ بيد المجذوبين ، إذ قيل عنه انه يسبغ في لمحة وأصحابه كلهم قد ظهر عليهم فضل الله لا سيما المعارف الإلهية ، والمواهب الربانية ، واللطائف الرحمانية ، وقد رأيت بعض كلامه في التوحيد الخاص وكذا تجريد التوحيد وتفريده يظاهي كلام الشيخ عبد القادر الجيلاني وكلام عبد الكريم منه أيضا وإنما يأتيه الكلام عند ورود الوجد عليه ، والحال لديه ، فيكتبه أصحابه نفعنا الله به وبأصحابه وأفاض علينا من بركاته آمين والحمد لله على زيارته وزيارة معاصرة الشيخ المرغني والشيخ الصيد والسيد ابن جابر بالنية والمحبة وكلهم متعاصرون أفاض الله علينا من بركاتهم آمين.
وكذا زرت من كان بالمدينة كسيدي عبد الوهاب وسيدي درغوث الذي اخذ المدينة من أيدي النصارى حاصله من ثبتت له عناية إلهية حيا أو ميتا فيها فقد زرناه
صفحه ۱۷۷