224

ولا يضرك ألا أعرفك ، ايت بمن يعرفك ، فقال رجل من القوم : أنا أعرفه. قال : بأي شيء تعرفه؟ قال : بالعدالة والفضل. قال : هو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره ، ومدخله ومخرجه؟ قال : لا. قال : فمعاملك بالدينار والدرهم اللذين (1) بهما يستدل على الورع؟ قال : لا. قال : فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق؟ قال : لا. قال : فلست تعرفه. ثم قال للرجل : ايت بمن يعرفك.

وأنشدني حفظه الله قال : أنشدني لنفسه شيخنا العلامة حجة العرب أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن العدوي العمري من ولد عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، ويعرف بالصغاني ، بصاد مهملة وغين معجمة ، وآخره نون بعدها ياء النسبة ، قال : ومولده بلوهور (2) من بلاد الهند ، عاشر صفر سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، ووفاته ببغداد في ليلة الجمعة التاسع عشر من شعبان من سنة خمسين وست مئة ، ودفن بداره ببغداد. ثم نقل بوصية منه إلى مكة ، ودفن مع الفضيل بن عياض (3) رحمهما الله تعالى ، وكان شرف الدين الدمياطي ، يثني عليه كثيرا ، ويذكر أنه كان إماما مقدما في الأدب (4) واللغة ، وأن له شعرا كثيرا ، وتآليف في اللغة عديدة مفيدة ،

صفحه ۲۹۳