مواضع هذه الأرض هكذا ؛ أسام بلا مسميات. وهي برية واحدة ممتدة إلى الإسكندرية ، وفي آخرها الموماة المضنية (1) المؤذية ، أوحش المراحل على الراحل قفر لوبية ، أرض تستوحش منها لنكارتها القلوب ، وينسى مع رؤيتها كل خطب ينوب ، فقربها (2) كرب من أعظم الكروب ، ونوبتها على المسافر من نوائب الدهر وهي ضروب : [الطويل]
ولولا حبيب حبه أضرم الحشا
يصرفني شوقي إليه كما يشا
* [ذكر الإسكندرية]
وبعد حفظ ما دل عليه هذا العنوان ، واتصال التخمة (6) بتلك الألوان ، من الله سبحانه بمفارقة تلك البرية ، والوصول إلى مواصلة ثغر الإسكندرية (7). مدينة الحصانة والوثاقة ، وبلد (8) الإشراق اللامع والطلاقة ، وطلاوة المنظر
صفحه ۲۱۰