رفاعة الطهطاوی: زعیم النهضة الفکریة فی عصر محمد علی
رفاعة الطهطاوي: زعيم النهضة الفكرية في عصر محمد علي
ژانرها
ورفاعة رافع الطهطاوي هو أنبغ المصريين الذين بعثوا إلى أوروبا، وقد كانت له بعد عودته جهود محمودة في حياة مصر الثقافية؛ مما يجعله بحق زعيما لنهضتنا الفكرية في ذلك العصر.
وحياة رفاعة توحي إلينا بأمور كثيرة يجب أن نأخذ بها ونحن نستكمل نهضتنا الثقافية: أولها وأهمها أننا يجب ألا نأخذ شبابنا بإحدى الثقافتين - الشرقية والغربية - دون الأخرى، بل يجب أن نأخذه بالثقافتين معا. وثانيهما: أننا يجب أن نضاعف العناية بالترجمة والنشر وألا نقصر عنايتنا على التأليف وحده.
وهذا الكتاب - وإن كان أول كتاب يكتب عن رفاعة - لازالت بعض فصوله - في رأيي - تحتاج إلى زيادة في البحث، واستيفاء في العرض، مما أرجو أن أوفق إليه في المستقبل إن شاء الله.
وقد رجعت عند وضع هذا الكتاب إلى كل ما كتب عن رفاعة، وإلى معظم المصادر العربية والأجنبية التي أرخت لنهضتنا الحديثة، فهو نتيجة لجهد علمي شاق طويل. غير أنني آثرت أن أعرض هذا العرض المبسط، واكتفيت بذكر قائمة كاملة بالمراجع في نهايته ليرجع إليها من شاء الاستزادة.
كما أنني أرى من واجبي أن أتقدم بالشكر الجزيل لصديقي الدكتور أحمد عزت عبد الكريم مدرس التاريخ الحديث بجامعة فؤاد الأول، فقد أفدت الكثير من كتابه القيم عن تاريخ التعليم في عصر محمد علي، كما أنه تفضل وسمح لي بالاطلاع على كتابه - الذي لم يطبع بعد - عن تاريخ التعليم في عصور عباس وسعيد وإسماعيل.
جمال الدين الشيال
الإسكندرية
في شوال 1364ه/سبتمبر 1945م
نشأته الأولى
ولد رفاعة في طهطا سنة 1216ه/1801م، وإليها ينسب، وفيها تلقى علومه الأولى، وفي سنة 1232ه/1817م وفد على القاهرة، والتحق بالأزهر ومكث به نحو خمس سنوات ختم فيها دروسه؛ فلما أتم الحادية والعشرين من عمره أصبح أهلا للتدريس، فدرس في الأزهر، وكان يتردد أحيانا على مدينته طهطا فيلقي على أهليها بعض دروسه، وقد كان رفاعة منذ عهده الأول مدرسا ممتازا، فأقبل عليه الطلاب وأفادوا منه، وكانت حلقات دروسه في السنتين التاليتين لتخرجه حافلة دائما بالمستمعين من التلامذة والمشايخ. يقول تلميذه ومؤرخ حياته صالح مجدي: «وكان رحمه الله حسن الإلقاء بحيث ينتفع بتدريسه كل من أخذ عنه، وقد اشتغل في الجامع الأزهر بتدريس كتب شتى في الحديث، والمنطق، والبيان، والبديع، والعروض، وغير ذلك، وكان درسه غاصا بالجم الغفير من الطلبة، وما منهم إلا من استفاد منه وبرع في جميع ما أخذه عنه؛ لما علمت أنه كان حسن الأسلوب، سهل التعبير، مدققا محققا، قادرا على الإفصاح عن المعنى الواحد بطرق مختلفة بحيث يفهم درسه الصغير والكبير بلا مشقة ولا تعب، ولا كد ولا نصب.»
صفحه نامشخص