الإهداء
شكر
تقديم
مقدمة
أنواع الأرض
علم الأنواء
أسماء عين السنة
أسماء عين الخريف
أنواع البروق
كلمات خريفية
صفحه نامشخص
أسماء المحاصيل
أسماء النباتات في موسم الخريف
أسماء الأشجار
أسماء الطيور
أسماء الحشرات
أسماء الحيوانات الأليفة
أسماء الحيوانات البرية
أسماء أجزاء البيت (المنزل)
أسماء أجزاء القطية
أسماء الأدوات المنزلية
صفحه نامشخص
طق الهشاب
أدوات الصيد والقطع والطرق
الأشياء المتعلقة بالحلة
أسماء الأطعمة الشعبية
أسماء حاجات رمضان
أسماء حاجات العيد
أسماء القماش والملابس والأحذية
أسماء الحلي
أسماء حاجيات العرس
الأدب الشعبي
صفحه نامشخص
أسماء الأمراض
أسماء الأدوية البلدية
أسماء الأشياء المتعلقة بالمسيد (الخلوة)
أسماء الشهور السودانية
أسماء ليالي القمر
أسماء الجهات
أقوال للأطفال والصبيان
ألعاب الصبية
الحجا
أقوال حبوبة
صفحه نامشخص
مثل ومثل
كلمات ومعان
ملحق (1)
ملحق (2)
الخاتمة
قائمة المراجع والمصادر
الإهداء
شكر
تقديم
مقدمة
صفحه نامشخص
أنواع الأرض
علم الأنواء
أسماء عين السنة
أسماء عين الخريف
أنواع البروق
كلمات خريفية
أسماء المحاصيل
أسماء النباتات في موسم الخريف
أسماء الأشجار
أسماء الطيور
صفحه نامشخص
أسماء الحشرات
أسماء الحيوانات الأليفة
أسماء الحيوانات البرية
أسماء أجزاء البيت (المنزل)
أسماء أجزاء القطية
أسماء الأدوات المنزلية
طق الهشاب
أدوات الصيد والقطع والطرق
الأشياء المتعلقة بالحلة
أسماء الأطعمة الشعبية
صفحه نامشخص
أسماء حاجات رمضان
أسماء حاجات العيد
أسماء القماش والملابس والأحذية
أسماء الحلي
أسماء حاجيات العرس
الأدب الشعبي
أسماء الأمراض
أسماء الأدوية البلدية
أسماء الأشياء المتعلقة بالمسيد (الخلوة)
أسماء الشهور السودانية
صفحه نامشخص
أسماء ليالي القمر
أسماء الجهات
أقوال للأطفال والصبيان
ألعاب الصبية
الحجا
أقوال حبوبة
مثل ومثل
كلمات ومعان
ملحق (1)
ملحق (2)
صفحه نامشخص
الخاتمة
قائمة المراجع والمصادر
الريف المكنون
الريف المكنون
تأليف
أحمد سليمان أبكر
عشقوا الجمال الزائف المجلوبا
وعشقت فيك جمالك الموهوبا
عظمت فيك من الطبيعة سرها
أنعم بشمسك مشرقا وغروبا
صفحه نامشخص
زعموك مرعى للسوام وليتهم
زعموك مرعى للعقول خصيبا
فهي القرائح أنت مصدر وحيها
كم بت تلهم شاعرا وخطيبا
عظمت فيك الثابتين عقائدا
والطاهرين سرائرا وقلوبا
والذاهبات إلى الحقول حواسرا
يمشي العفاف وراءهن رقيبا
محمود غنيم
الإهداء
صفحه نامشخص
أهدي هذا الكتاب (الريف المكنون) إلى والدي العزيز سليمان أبكر ووالدتي العزيزة السارة حسن الرفاعي ، وإلى إخوتي الأعزاء موسى وآدم وفاطمة وعبد العظيم، وإلى أهلي وعشيرتي في قلع النحل، وإلى كل بني وطني (السودان).
أحمد سليمان
قلع النحل، الإثنين 22 سبتمبر 2003م
شكر
الشكر موصول لأخي العزيز سيادة العميد آدم سليمان والأخت العزيزة الفاضلة الأستاذة فاطمة سليمان اللذين ما فتئا أن يسهما بكل جهد وتشجيع حتى يرى هذا الكتاب النور. وأخص بالشكر أيضا أخي العزيز القاص الأديب الأستاذ عثمان أحمد حسن الذي قدم لهذا الكتاب.
المؤلف
أم درمان، الثلاثاء 28 فبراير 2017م
تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
آثرني أخي الفاضل، الباحث أحمد سليمان بكتابة تقدمة سفره الموسوم «الريف المكنون»، لا أخفي إعجابي بسيرة ومسيرة أخي أحمد؛ إذ إننا ننتمي لذات الجغرافيا وذات الزمان وبيننا تقاطعات في المودة والألفة تجعلني أستجيب بلا تردد، فله الشكر.
صفحه نامشخص
نحن بصدد سفر بذل كاتبه جهدا خرافيا ليضعه بين أيدي الناس؛ ففي مجتمع تسوده الثقافة الشفاهية ويفتقر فضيلة إلى التدوين، يصبح تسجيل الوقائع اليومية في رقعة محدودة ضربا من ارتياد الصعب. أما العودة بالزمان القهقرى لتسجيل تفاصيل الحياة اليومية قبل ثلث قرن أو يزيد، وفي مساحة يعجز الحاسبون عن قياسها، فذلك مرتقى صعب تصدى له أحمد سليمان بدأبه وصبره المعهود ليخرج لنا سفرا قل نظيره.
الريف المكنون، عنوان يبدو سهلا، ولكن تركيب الكلمتين معا يجعل المدلول يتسع بقدر اتساع الريف في بلاد كلها ريف؛ فالريف غير الحضر، أرضا وإنسانا وطبيعة متحركة وجامدة، والكنانة هي الجراب الذي تحفظ فيه السهام ومعروف مكان السهام عند أحفاد رماة الحدق؛ فهي الخبيئة التي يلوذ بها الناس حين تصعب الأمور، وهل ثمة ملاذ حين يجد المجتمع نفسه عند مفترق الطرق بين الموروث والتحديث.
يتناول الكتاب الحياة، نعم الحياة بكل ما فيها ومن فيها في ربوع الوطن الشاسع، والريف هنا هو الوطن بأطرافه المترامية أرضه؛ حيث يعرفك بالحياة في الريف، لتعرف الحياة، طرائقها ومكوناتها، تبدأ بالأرض وأنواعها واستخداماتها، نباتها والناس، مأكلهم ومشربهم، أفراحهم وأتراحهم، مواسم خصبهم وسنين جدبهم، تعيش بينهم، تعرف مساكنهم وملبسهم، عللهم وأمراضهم، علاجاتهم، خرافاتهم وكجورهم.
رغم غزارة المعلومات في الكتاب فإن الكاتب قد أصاب في تبويب الكتاب وموضعة المعلومات في أماكنها.
الريف المكنون سفر تكمن أهميته في شموله واتساعه، مما يكشف صبر كاتبه ومثابرته على تتبع معلوماته واستفساره واستقصائه؛ ذلك أن بعض ما أورده من معلومات ليس ثقافة شائعة في بيئة الكاتب، مما يعني احتكاكه ومقاربته لحملة ثقافات أخرى من بيئات مختلفة، وهنا يتجلى اتساع الكتاب وشموله.
اتساع الكتاب وشموله يحيلانه بأريحية إلى المؤلفات الموسوعية، وتلك الإحالة بدورها تصيره مرجعا مهما للحياة في ريفنا؛ فالحياة من حولنا تتغير بخطوات متسارعة، فما عشناه قبل نصف قرن يستعصي على الأجيال الحاضرة، وما سمعناه من آبائنا وأجدادنا عن حيواتهم كان أشبه بالخرافات في عصرنا؛ ذلك أن الحياة كائن ينمو ويتطور ويمتد التأثير والتأثر عبر الكرة الأرضية شرقا وغربا، شمالا وجنوبا.
وبهذا الاتساع والشمول فإن الكتاب سيصبح مرجعا هاما لكل دارس لأي ضرب من ضروب الحياة في الريف؛ إنسانه وطبيعته. والكتاب قمين بهذه المكانة الباذخة.
لا بد من الإشادة بالصبر والمصابرة اللذين أخذ المؤلف بهما نفسه، والمنهج الذي اتبعه في تبويب الكتاب، والصرامة اللغوية التي التزم بها ليخرج الكتاب بشكل مقبول يلبي متطلبات الباحثين في هذا الضرب من البحث.
لا يسعني إلا أن أهنئ الأخ أحمد سليمان على هذا المجهود الوافر، وأن أهنئ المكتبة السودانية - ذاكرتنا الجماعية - بهذا الكتاب الذي يسد فراغا كبيرا ظل شاغرا لأمد بعيد.
عثمان أحمد حسن
صفحه نامشخص
أم درمان، الثلاثاء 28 فبراير 2017م
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ...
في اللغة يقال: «الريف» أرض فيها زرع وخصب والجمع «أرياف»، و«الزرع» واحد «الزروع» وموضعه «مزرعة» و«مزدرع»، و«الزرع» أيضا طرح البذر، والزرع أيضا الإنبات، يقال: زرعه الله أي أنبته، ومنه قوله تعالى:
أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون (الواقعة: الآية أربع وستون)، وازدرع فلان أي احترث، و«المزارعة» معروفة، أما «الخصب» بالكسر ضد الجدب، يقال: بلد خصب و«أخصاب» أيضا وصفوه بالجمع كأنهم جعلوا الواحد أجزاء وله نظائر. وقد «أخصبت» الأرض، ومكان «مخصب» و«خصيب». ولما كان الريف مصدر خصب وزرع صار مرعى للبدويين ومقام زرع للقرويين؛ فالريف جامع النقاء في الجو والنفوس، والنماء في الضرع والزرع، والسعادة في الشدة والرخاء. والريفيون سعداء بريفهم في عز الهجير وهم متحلقون حول الآبار، يتقاسمون قطرات الماء، وكرماء في شدة الشظف، وهم يتدافعون لإكرام ضيفهم بلا من ولا أذى، وأقوياء في دفع الأذى بلا تخاذل وخور، ونجباء يعون فلاحة الأرض وأنواء السماء، وأدباء يقرضون الشعر والنثر والقصص. يا لها من صور بهية في الريف أن ترى مزارعا في وسط البلاد مشمرا، وراعيا فوق شجرة شاديا، أو ترى صبية في ضوء القمر يمرحون، وقوما في الأضرى يتسامرون، أو ترى أودية بالماء امتلأت، وجبالا بالخضرة ازدهت، أو ترى سهولا بالزروع اكتست وغابات بالطيور احتفت. وعند بزوغ الفجر يبوح الصبح بسره ويبث طلائعه، فتسمع حفيف الأشجار وزقزقة الأطيار التي تعانق النهار لتبدأ الغناء والطرب في ملحمة ملهمة، ويشدو البلبل الصداح فتهتف العصافير مهللة بقدوم الصباح، وهديل الحمام هل وبدر والأرض يفترشها السندس الأخضر الذي يسحر العيون برونقه ونضرته وطيب نسيمه المداعب للغصون، والغيد الحسان يحملن على رءوسهن بأمان تام جرارهن، ويتمايلن بدلالهن وهن يضحكن طربا بملء ثغورهن.
القارئ الكريم، نقدم لك هذا السفر المتواضع (الريف المكنون) الذي يحوي شيئا من ثقافة الريف السوداني الأصيل الماثلة في أنواع الأرض؛ أي التربة، وأسماء الأشجار، والشهور، وعينات الفصول، وكلمات الخريف، وأسماء المحاصيل والنباتات والحشرات والطيور والحيوانات الأليفة والبرية، وأسماء أجزاء القطية، وأدوات الدار، والأكلات الشعبية، وأدوات ولوازم العيد، وأسماء الضفيرة وحاجيات العرس، ومفردات متعددة. ولقد وددنا التوثيق لهذه الثقافة العريقة العميقة المعبرة عن «نبل وكرم وزهد وصبر وود وألفة وسماحة ونقاء وشكر وحمد» حتى لا تضيع في غياهب الزمن المتسارع وتفوت معانيها السمحة على أجيالنا الذين تحاصرهم ثقافات الغير من تكنولوجيا وثورة معلومات، فيغرقون دون أن يجدوا ثقافة يدفعون بها في وجه الآخرين. فإذا كانوا يقولون من لا يملك قوته لا يملك قراره، فاليوم من لا يملك ثقافته لا يملك هويته. ولعلي أشير إلى أن ثقافة الريف السوداني كثيفة وغزيرة ومتنوعة يصعب ضمها بين دفتي كتاب؛ فهذا غيض من فيض. ولربما تذكر بعض الأشياء بغير ما تسمى به من منطقة لأخرى؛ فالعتبى لبني وطني في ذلك.
القارئ الكريم، نرجو لك سياحة حلوة عذبة سهلة جزلة وأنت تتذوق هذه المفردات المترعة بهواء وصفاء ورحيق الريف الجميل، فتشفي غليل الشوق إن كنت بعيدا وتجد راحة النفس إن كنت فيه مقيما، والله نسأل التوفيق والسداد.
أحمد سليمان
قلع النحل، الإثنين 22 سبتمبر 2003م
أنواع الأرض
صفحه نامشخص
لقد خبر أهل السودان أنواع الأرض من حيث جودتها وملاءمتها لزراعة المحاصيل المختلفة وهذه بعض الأنواع:
البادوبة (التربة الطينية السوداء):
وهي عبارة عن سهول طينية سوداء تتميز بالخصوبة العالية، وبدرجة عالية من الرطوبة في فصل الخريف وتحفظ الماء لفترات طويلة، وهي الأكثر ملاءمة لحفر الحفائر، لكن من مثالبها أنها تتأثر بالعطش مما يجعلها عرضة للتشقق؛ وبالتالي تتأثر النباتات فيها وربما تذبل، فلذا هي تحتاج إلى ري متواصل، كما أنها ثقيلة على النباتات؛ لأنها وبسبب تماسكها قد تمنع الجذور من امتصاص المياه التي تحبسها بين جزيئاتها، وصرف المياه فيها بطيء جدا من ما يؤدي إلى سوء التهوية عند امتلاء فتحات التربة بالماء. توجد هذه التربة في أواسط وشرق السودان، وتمثل أهم مناطق زراعة القطن والزراعة الآلية المطرية، كما تمثل مصدرا هاما لمنتجات الغابات، خاصة حطب الوقود والصمغ العربي، ومعظم إنتاج السودان من الذرة (المحصول الغذائي الرئيسي) يذرع في هذه التربة.
الرقيطة (القريرة السوداء (السلتية)):
وهي عبارة عن سهول طينية ممزوجة بالحجارة الصغيرة، تتميز بالخصوبة الجيدة وحفظها للماء جيدا ولا تتشقق بسهولة، فلذا تكون النباتات فيها متحملة للعطش، ويكفيها ري متوسط، وتتميز هذه الأرض بدرجة حرارة معتدلة وتهوية جيدة جدا وتعتبر من أفضل التربات للزراعة، ومجموعة التربات الرسوبية السلتية تكون غالبا على ضفاف الأنهار والأودية، وتتميز هذه التربات بخصوبتها العالية لتجددها السنوي.
القريرة الحمراء (التربة الطينية الحمراء):
وهي عبارة عن امتداد لسفوح الجبال الحمراء ، تمتاز بالخصوبة الجيدة، لكنها لا تحتفظ بالماء طويلا؛ لأنه في الغالب ينحدر منها إلى السهول الطينية السوداء، وحتى الذي يبقى يتبخر معظمه لقلة امتصاصه بواسطة الأرض التي تبدو أكثر تماسكا، فلذا تحتاج النباتات في هذه التربة لأمطار أو ماء متواصل وإلا ذبلت بسرعة لدرجة الحرارة العالية.
القوز (التربة الرملية):
وهي عبارة عن سهول رملية، ذات خصوبة متوسطة وتمتص الماء بكميات كبيرة جدا لهشاشتها، وهي في إقليم الصحراء وشبه الصحراء في شمال وغرب السودان، وتستغل في زراعة الدخن والفول السوداني والسمسم والكركدي والبطيخ، كما توفر مرعى هاما للإبل والضأن والماعز.
العزازة:
صفحه نامشخص
هي الأرض الحمراء الغليظة، وهي مزيج من التربة الطينية اللزجة والرملية الناعمة.
البطحا:
هي بطن الوادي التي يتكون فيها دقاق الحصى بسبب السيل الكثيف الذي يغمر الأودية.
الدلجة:
هي الأرض الصلبة الملساء.
الطملة:
ما بقي في المكان من الماء الكدر، ويسمى أيضا «الدقبوبة».
البرجوبة:
هي الأرض الرخوة، وهي أيضا تطلق على ما في المكان من طين لين جدا.
أم هبج:
صفحه نامشخص
هي الأرض المفككة التربة المنخفضة التي تقع بين مرتفعين.
القنة:
هي أعلى الجبل.
الضهرة:
الخلاء والوديان البعيدة عن العمران.
الصقيعة:
هي الأرض الخالية من الأشجار.
الوطة:
وهي من أسماء الأرض، خاصة المنخفض منها أو السهل.
الوطة الممقة:
صفحه نامشخص
هي الأرض المتشربة بالماء.
علم الأنواء
الأنواء هي ثمانية وعشرون نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها؛ في الصيف والشتاء والربيع والخريف، يسقط منها في كل ثلاث عشرة ليلة وثلث نجم في المغرب مع طلوع الفجر ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته، ومعلوم مسمى وانقضاء هذه الثمانية وعشرين كلها مع انقضاء السنة ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول مرة ثانية، وهذه الأنواء هي منازل القمر.
لأهل السودان قدر من المعرفة بعلم الأنواء واستدلالهم بالرياح وأشكال السحب.
ومن قواعدهم التجريبية:
إذا سمع صوت الرعد من بعيد ولم يكن بالجو سحاب فالمطر على مسيرة ضحوة.
إذا كان الجو صحوا ثم هبت ريح من الجهة الغربية ليلا فإن هذا الريح يلقح السحاب، والمطر إما أن ينزل في تلك الليلة أو ضحى الغد.
إذا كان السحاب في الشمال الشرقي وليس من جهة الغرب سحاب فالمطر ينزل لا محالة.
إذا غمت السماء بقطع من السحاب بعد الظهر فلا مطر.
إذا أقبل السحاب من ههنا وههنا حتى سد الأفق أثناء نزول المطر فإن المطر يكون عاما.
صفحه نامشخص
وهنالك النجام؛ وهو الشخص الذي برع في معرفة الأنواء وبلغ من أمره أنه يشيم البرق (أي ينظر إليه) ويخبر قومه بأن المطر يصلهم في وقت كذا فيكون الأمر كما قال، وكثيرا ما يعين المنطقة التي بها المطر إذا رأى برقا، بل يوضح الكمية من الماء في تلك المنطقة فيقول من مكان كذا لكذا عميق، ومن كذا لكذا متوسط ومن كذا لكذا ضحل.
لقد ذكر الأستاذ الشيخ الجليل عبد الله عبد الرحمن الأمين الضرير في كتابه «العربية في السودان» أحد أشهر خبراء الأنواء في النصف الأول من القرن الماضي هو محمد علي أزرق من أهالي أبي شام ريفي رفاعة، فقال روى لي أحد رفقائه بأنه في خريف عام سبعة عشر وثلاثمائة وألف هجرية ذهب للزراعة في أبي شام، فجمعهم «أزرق» وأراهم برقا شرقيا ثم قال: إن المطر هاطل بالبويضة وود عركي (حلتان شرقي أبي شام على مسيرة أربع ساعات للراكب)، ولما ذهبوا في الغداة وجدوا الوادي في ري عظيم كما قال فأقاموا وزرعوا يومين، وفي ليلة اليوم الثالث أيقظهم «أزرق» ونبههم إلى برق شرقي وقال إن المطر على مسافة ضحوة من مكانهم هذا، وسيسيل هذا الوادي ويصلهم السيل قبل طلوع الشمس. فعليهم أن يحملوا أمتعتهم ويغادروا إلى أبي شام. فأطاعه فريق وأقام آخرون بالوادي فيهم الراوي؛ ففي الرابعة صباحا سال الوادي فلاذوا بالتلال واستمر السيل يجري حتى الساعة الثامنة، وأصبحت كل الأرض بحرا من البويضة إلى ود الفضل (قرية غربي أبي شام)، أما «أزرق» ومن معه أدركهم السيل في منتصف الطريق عند مكان يسمى «بريدة» فلاذوا بالنجود (الأماكن المرتفعة) ولم يبلغ المتأخرون أبا شام إلا نحو الساعة الثانية بعد الظهر لما تجشموه (أي ما وجدوه من مشقة وجهد) من وحل وطين.
أسماء عين السنة
لقد اهتم أهل السودان بعلم الأنواء؛ وهو العلم الذي اختص بالظواهر الجوية ومعرفة النجوم، ولقد عرف الأعراب منذ عهود بعيدة الظواهر الطبيعية التي تحدث في مناحيهم كل عام، مثل هطول الأمطار وحركة الرياح وأنواعها واتجاهاتها، وبرودة الطقس وحرارته واعتداله، وقصر الليل وطوله من النهار، وتعاقب الفصول وكافة الظروف المناخية، وما يتصل بذلك من مواعيد الزرع والحصاد وتحديد المواقيت اليومية. وحدد العرب ثماني وعشرين «عينة» للسنة الميلادية البسيطة، كل عينة تمتد لثلاثة عشر يوما وثلث عدا عينة «الجبهة» التي تستمر لأربعة عشر يوما، وقسمت هذه العين على فصول السنة الأربعة، لكل فصل سبع عين، وكل عينة ترتبط بنجم معين يظهر في اتجاه معين من السماء وتتابع هذه النجوم بانتظام دقيق من الشرق إلى الغرب. ويدل ظهور كل منها على هذا النحو على بداية فترة العينة المحددة، وكل فترة من فترات هذه العين تحمل ملامح مناخية خاصة، وينتقل القمر في كل يوم ليرافق أحد هذه النجوم الثمانية والعشرين كما يبدو للناظر؛ لذا عرفت هذه النجوم بمنازل القمر. والعينة في الأصل العامي تعني منازل نزول الأمطار وفيضان النيل، وهي «الضراع» و«النترة» و«الطرفة» و«الجبهة»
يسبق المطر. وتطلق العينة كذلك على منازل الشتاء والربيع والصيف. وعين الشتاء هي «السماك»
«البلدة» و«سعد ذابح» و«سعد السعود» و«سعد الأخبياء» و«سعد بلع» و«الفرق المقدم»
أسماء عين الخريف
تبدأ بوادر الخريف بنزول التريا (الثريا) يوم السابع من يوليو، وتسبق الخريف عينتا العصا العطشانة والرويانة، وتبدأ العصا العطشانة في الثالث عشر من يونيو وتنتهي في الخامس والعشرين منه، وتتميز العصا العطشانة بكثرة الكتاحة التي تعرف بالسفاية وتحول اتجاه الرياح من الشمال الشرقي الى الجنوب الغربي. أما عينة العصا الرويانة فتبدأ من السادس والعشرين من يونيو إلى السادس من يوليو ويكون فيها الجو معتدلا وباردا، وفيها تنتهي رغبة الإنسان في كثرة شرب الماء.
تبدأ عين الخريف من السابع من يوليو، كل عينة مدتها ثلاثة عشر يوما وثلث عدا الجبهة، وهي أربعة عشر يوما.
الضراع (ذراع الأسد القوي الذي يبطش به الطرائد):
صفحه نامشخص
هو أول عين الخريف، ويبدأ من السابع من يوليو وحتى الحادي والعشرين منه، وفيه تهب الرياح من جهة الجنوب الغربي مكونة السحب الماطرة التي تبدأ في الهطول، وإن صح يعد بشارة خير لنجاح الخريف، يقول الأهالي: «إن صح الضراع خريف وإن فشل صيف.» وفيه تخضر الأشجار وتنبت الأعشاب ويبدأ الناس بالزراعة.
وقال الشاعر عبد الله حمد ود شوراني:
دعاش برق الضراع الفي السحابة بلاوي،
جاب لي ريحة من اللاذاي بتداوي،
كان ما الحب صعب من الكبار وبلاوي،
ما فيش داعي بعد الشيب أكون لها راوي.
النترة (زئير الأسد المخيف):
هي العينة الثانية من الخريف، تبدأ في الثاني والعشرين من يوليو وحتى الثالث من أغسطس، تكثر فيها الآفات مثل الطير والباحوت من صبرة وفار وجداد وادي ونقال (النمل)، ويصعب فيها تمسيك (عملية إنجاح إنبات المحصول) الزراعة إذا لم تهطل فيها أمطار غزيرة تعيق هذه الآفات من استهداف المزروع.
قال ود شوراني:
نجم النترة في شفق الحمارات غزه،
صفحه نامشخص