ريتشارد فاينمان: حياته في العلم

محمد ابراهیم جندی d. 1450 AH
78

ريتشارد فاينمان: حياته في العلم

ريتشارد فاينمان: حياته في العلم

ژانرها

V-A

إلى هذين النجمين الساطعين. صحيح أن جيلمان أصر على كتابة شكر وتقدير أشار فيه لمناقشاته مع مارشاك وسودارشان، وأن فاينمان أقر بعدها لسودارشان بأنه منذ ذلك الحين يسمع أن سودارشان سبق الجميع إلى فكرة مزيج

V-A ، وأقر لاحقا بهذا الأمر على الملأ، إلا أن بحث فاينمان وجيلمان ظل سنوات طوالا يعتبر المرجع التقليدي والوحيد الذي يستشهد به الناس عند مناقشة الفكرة.

لعل هذه كانت المرة الوحيدة في حياة فاينمان المهنية التي شعر فيها بالإثارة والانقياد لفكرة حتى إنه أراد نشرها باعتبارها فكرته. لقد شعر أنها ربما كانت أعظم لحظات الفخار في حياته، أو كما عبر هو عن الأمر: «كانت تلك لحظة أدركت فيها كيف تعمل الطبيعة. إن لها أناقة وجمالا. لقد كانت متألقة.» وكان البحث عملا جميلا أيضا، مثلما يمكن للمرء أن يتوقع من أكثر عقلين مبدعين في فيزياء الجسيمات في عصرهما. وعلى الرغم من أن البحث لم يكن صادما، ولا حتى يمثل مفاجأة كاملة، وبالتأكيد لم يكن نظرية مكتملة عن أي شيء (فالنظرية الكاملة عن التفاعل الضعيف استغرق وضعها عقدا آخر من الزمان، ثم احتاجت إلى عقد آخر كي تحظى بالقبول)، وعلى الرغم من تقييم فاينمان الشخصي، فإنه بالنسبة للعالم بدا دليلا على أن الشراكة التي بدأت عام 1954 عندما انتقل جيلمان إلى كالتك ليكون بالقرب من فاينمان قد وصلت إلى مرحلة الإثمار الذي يبشر بإنجازات عظيمة قادمة. وقد صورت مجلة «تايم» العالمين باعتبارهما من بين كبار النجوم الساطعة في العلوم في الولايات المتحدة قائلة: «عندما يقفان أمام السبورة تندفع الأفكار وكأنها شرارات تتطاير من حجر المسن، وتلطم تبسيطات كل منهما جبهة الآخر على نحو تبادلي، فيبدي انبهاره بالدقائق الرائعة في معادلات الآخر التي تمتد بطول حائط، فتشحن بطاريات إبداعهما.»

لكن لم تكن هذه بداية شراكة جميلة، وإنما كانت أقرب إلى النهاية. فبمجرد أن صار تعاونهما أشبه بزواج إجباري، أخذ العالمان العبقريان أبحاثهما المستقبلية في مسارين متوازيين لا يلتقيان، مع أن أحدهما لم يفقد أبدا احترامه لقدرات الآخر وأفكاره. بالطبع ظل كل منهما يستشير الآخر طالبا منه النصح وظلا يناقشان الأفكار ويتجادلان بين الحين والآخر، لكنهما لم يتعاونا مطلقا بعد ذلك على «استفزاز الكون». كان جيلمان على وشك أن يصنع أعظم إسهاماته في علم الفيزياء، وكان فاينمان بصدد التركيز على أمور أخرى طوال ما يقرب من عقد من الزمن، قبل أن يعود مرة أخرى إلى فيزياء الجسيمات ويسهم، وياللمفارقة، في إقناع العالم بأن اكتشاف جيلمان الرياضي، المسمى «الكواركات»، ربما كان حقيقيا في واقع الأمر.

الفصل الرابع عشر

صنوف من الإلهاءات ومباهج الحياة

الجائزة الحقيقية هي متعة المعرفة.

ريتشارد فاينمان

أخيرا تمكن فاينمان من كتابة فكرة عبقرية في الوقت المناسب وكان راضيا - على نحو غير صحيح كما تبين فيما بعد - لأنه أخيرا كان أول من يكشف للعالم عن قانون جديد للطبيعة. صار في استطاعته الآن أن ينعم ببهجة تقاسم الشهرة مع جيلمان وأن يكون محط أنظار عالم الفيزياء.

صفحه نامشخص