180

============================================================

وأما أهل الدنيا : فيراءون بالسمن، وصفاء اللون ، وانتصاب الصلب، وذلك ايسر من الرياء بالدين.

االرياء بالزي] وأما الزي : فيرائي العبد بتشعث الرأس، ومراهة العينين (1) ، وحلق الشارب، ل واستئصال الشعر أو فرقه، يظهر بذلك تتبع زي النبي عالله ، وأثر السجود، وخشن الباس، وغليظها ، وتشميرها، وقصر الأكمام، وخصف النعال، وحذوها على زي اهل الدين، وترك تهذيب الثوب، وجميع التقشق على قدره في العبادة وقدر أصحابه، لأن القراء في ذلك أصناف .

فمنهم من يريد ان يجتمع له الحمد على الدين والدنيا، فيلبس الثياب الحجيدة ويشمرها، ويلبس النعال الجيدة ويحذوها على غير حذو العوام على زي أهل الدين مع جودتها ، والرداء الجيد ولا يفتله، أو يفتله إن كان أصحابه لا ينفق (2) عندهم الا ذلك ، والأكسية الجيدة التي تجوز عند أهل الدين والدنيا .ا يريد آن يحمده أصحابه والقراء والملوك والأغنياء من التجار وغيرهم، فليس زي القراء في جودة ثياب الأغنياء، فقد جمع زي أهل الدنيا والدنيا ، ليحظى عند أهل الدين والدنيا.

ومنهم من يجب آن يبجله الملوك والسلاطين والقراء على الدين ، وينفق (2) عند جيع أهل الفرق، فيبالغ في الثياب، والحمار الفاره والدابة الفارهة (4) ، يريد حمدهم ت اجمعين فيدنو من السلطان على جهة الدين ، ويقضي الحوائج لأهل الدين ويجالسهم تصنعا وتزينا.

(1) أي ذبولهما.

(2) أي : لا يستحسنون إلا ذلك (3) يعني : يروج (4) الفاره: الجيد العظيم.

180

صفحه ۱۷۹