============================================================
وقال أبو الدرداء، رحمه الله: " إن من فقه العبد أن يعلم نزعات الشيطان" أي تى تأتيه؟ ومن أين تأتيه؟ وصدق رحمه الله : إذا فقة العبد عن الله عز وجل أنه اا لا يقبل إلا ما خلص وصفا من الأعمال لوجهه دون خلقه، وأن نفسه وعدوه يدعوانه إلى ما يحبط عمله، حذر واستدل بالعلم، فعلم حين تأتيه النزعة أمن قبل الرياء أو غيره وعن يونس (بن عبيد] عن الحسن (البصري] : "لا يزال العبد بخير ما علم ما الذي يفسد عليه عمله " فلا غنى بالعبد عن معرفة ما أمرنا باتقائه من الرياء وغيره، ولاسيما الرياء، إذ وصف بالخفاء في الحديث أنه أخفي من دبيب النمل .
فما خفي لم يعرف إلا بشدة التفقد ونفاذ البصيرة، بمعرفته (1) له حين يعرض وإلا لم ينفع التفقد لما لا يعرف، فبالخوف والحذر يتفقد العبد الرياء، وبمعرفته يبصره حين يعرض، فلا غنى بك عن معرفة الرياء.
قلت: فما هو؟ وما دل عليه من العلم؟ لتقوم بذلك الحجة، وينشرح لقبوله الصدر . قال الرياء: إرادة العبد العباد بطاعة ربه .
قلت: فما الدليل على ذلك؟ قال: قول الله عز وجل: ( من كان يريد آلحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. أولئك ليس لهه في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون)(2).
(1) في ط: بمعرفة له.
(2) سورة هود، الآية: 6،15 .
ومعنى الآيات : أن مجرد إرادة الدنيا من الرياء سواء أكانت هذه الإرادة في عمل عبادي مفروض أو مسنون، أو في عمل عادي من أعمال الحياة.
أن الإنسان بحكم نشأته أراده الله تعالى لعبادته وحده، لا لعبادة هواه، فالأعمال المباحة كالطعام والشراب والنكاح وغيرها لا بد أن يزاولها الإنسان بنية العبادة باعتبارها وسائل لتحقيقها لا لاشباع هوى النفس.
160
صفحه ۱۵۹