============================================================
فيمن كسب مالا من غير حله، وأنفقه في غير حله، فآثر من ذلك (1) ألا يسلب اليتيم ويكسو الأرملة.
وإتيان السلطان الجائر وتعظيمه بما لا يحل . وتصديقه على الكذب ومجالسته على المنكر . يريد بذلك فيما يزعم أن يدرأ عن مظلوم أو يرد مظلمة . أو يأخذ لمسكين او في وجوه البر. أو يحتسب ويطلب القضاء. أو يلي المظالم يريد بذلك التطوع و القربة وهو لا يسلم من جميع ذلك (ولا يتخلص من تبعاته) (2) فان كانت نيته بما قول صادقا فقد غلط وجهل. يتقرب إلى الله عز وجل بما يباعده منه. وإن كانت نيته الاستكثار من الدنيا أو الرفعة بها . فقد جمع كذبا وغلطا . أو كمن له ضيعة فيأتي السلاطين ويعظهم أو يداهنهم في المنكر . وكذلك يؤانس أهل البدع ويعظمهم من له الجاه عند السلطان أو له المال الكثير . يريد بذلك أن يستعين به على دفع مظلمة لغيرة أو عونا لضعيف. أو يأخذ من الدراهم للفقراء.
و كذلك يحب في الله عز وجل الأخوان. فيغضب لغضبهم بغير حق، فيصارم من صارموا، ويعادي من عادوا، ويغتاب من يغتابون يريد بذلك فيما يخيل إليه القيام بالحب في الله تعالى. وقد عصى الله عز وجل وهو لا يشعر.
وكذلك يصوم تطوعا في الحر وغيره. حتى يضجر ويخرج منه إلى والديه وأهله أو خادمه ومن عامله ما لا يحل له . وإذا أفطر لم يفعل من ذلك شيئا . وكذلك قد يقطعه هذا الصوم عن طلب المعاش الذي لا بد له منه . وقد اختلفوا في وجوب طلب المعاش . وقد كثرت هذه الفرقة من القراء بطلب النوافل فيما تزعم بترك الواجب (المفروض) (2).
و كذلك يتجوع ويقل المطعم. يتزهد يزعم بزعم. فيخرجه ذلك إلى ما لا يحل له من الضجر والعجز، ويقطعه من معاشه وعما هو أولى به من الطاعات التي ندب (1) ما بين الحاصرتين: سقط من ط.
(2) في ط: فأبر من ذلك.
(3) ومنه: "ليتها لم تزن ولم تتصدق".
(4) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط
صفحه ۱۱۲