============================================================
التهيد المبحث الأول: التعريف بالمؤلف فان اختلفوا فالمذهب: ما قدمه صاحب الفروع في معظم مسائله. فإن أطلق الخلاف، أو كان من غير المعظم الذي قدمه، فالمذهب: ما اتفق عليه الشيخان - أعنى: المصنف (الموفق) والمحد - أو وافق أحدهما الآحر في أحد احياريه،..، وإنا هو في الغالب، فان اختلفا فالمذهب مع من وافقه صاحب القواعد الفقهية، أو الشيخ تقي الدين، وإلا فالمصنف (للوفق)، لاسيما إن كان في الكافي، ثم المحد.
فإن لم يكن لهما (الموفق والمحد) ولا لأحدهما، فصاحب القواعد الفقهية، ثم صاحب الوجيز، ثم صاحب الرعايتين، فإن احتلفا فالكبرى .،.*(1) ومن هنا تتبين لنا مكانة أبي عبد الله بن حمدان في للذهب ، وتتبين لنا أهمية كتابه: الرعاية (الصغرى) في الفقه الحنبلي.
ولم يقتصر الشيخ على براعته في الفقه، بل كانت له يد طولى في الأصلين والخلاف والجبر وللمقابلة والأدب. (2).
وقد جمع من الحديث الكثير وحدث به، وسمع عنه كثير من أئمة هذا الشأن في عصره منهم المزي والبرزالي والدمياطى وابن سيد الناس اليعمري والحاريي. ويدلنا على مكانته في فن الرواية عزم الذهى - رمه 3 - على الرحلة إليه وتحسره على عدم لقياه، مع آنه طلب الإحازة له بمروياته فأجاز له (2) (1) انظر: الانصاف: ج1، ص 17.
(انظر: تاريخ الإسلام: ج21، (ق - 241/ب)، وعيون التواريخ: ج 21، (ق- 26/ب)، والوافي بالوفيات: ج6 ، ص 361، وذيل طبقات الحنابلة: ج2 ، ص 331، وللنهل الصافي: ج1، ص 273، والمنهج الأحمد: ج2، (ق - 93/ب ).
2انظر: معحم شيرخ النهي: ج1 ق7، وتاريخ الإسلام: ج21 ، (ق - 241 [ب)
صفحه ۳۹