القينات والمعازف، وشُرِبَت الخمور في الطريق، واتُخِذِ الظلم فخرًا، وبيع الحكم، وكثرت الشرط، وأتخذ القرآن مزامير، وجلود السباع صفافًا، والمساجد طرقًا، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليتقوا عند ذلك رياحًا حمراء وخسفًا ومسخًا وآيات) (١).
هذا الحديث يشير إلى جملة من الأعمال القبيحة التي توحى بخفة العقل ونقص اليد وانحلال القيم وتفسخ المجتمعات وقلة الورع وانقلاب الموازين، يعضدها بقية الأحاديث التي أشار النبي ﷺ فيها إلى ابتعاد العموم الغالب عن دينهم واتباعهم الأهواء والشهوات المهلكة ورواج بضاعة الشيطان بينهم إلا ما رحم ربى من أهل الحق الذين يمسكون بالكتاب والسنة وعضوا عليها بالنواجذ وقبضوا على الجمر في سبيل عقيدتهم، فأصغوا إلى عز الدنيا وهنئوا في بحبوحة الصالحات ولهم في الآخرة نعيم مقيم وخلود سرمدى في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وترى في هذه الإرهاصات النبوية إرشادات وصيحات في وجه الذين يقولون مالا يفعلون فحذر ﷺ أمته من هذا السلوك المشين وكذلك ناصحًا الذين يتركون كتاب اللَّه وسنة نبيه ويتمسكون بالرأى والأهواء والأفكار المستوردة والدساتير الأرضية مبينًا أن الحكم للَّه وحده وما شرعه لرسوله وما سواه فهي الأهواء المضلة والبدع المهلكة والتيه والضلال والحيرة، نعوذ باللَّه من أن نرد على أعقابنا أو نعرض عن كتاب اللَّه وسنة نبيه.