بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو

Group of Authors d. Unknown
46

بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو

بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو

ناشر

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٥هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

فالأمة ثلاث فئات، أو ثلاثة أصناف، رتبت في الآية على حسب كثرتها وقلتها، فالطائفة الأولى (الظالمون لأنفسهم) هم الأكثر، ثم يأتي الأقل، وهم - ما بين مقتصد إلى سابق - أفراد من هذه الأمة المصطفاة. وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها على يد محمد ﷺ ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣] بعد أن أيأس الله ﷿ الكفار من أن يبطلوا هذا الدين أو يغلبوه ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾ [المائدة: ٣] وانظر تفسير القاسمي (٦ / ١٨٢٩ - ١٨٣٠) . وجعل أمة هذا الدين خير أمة أخرجت للناس ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: ١١٠] وهذا كامن في سر دينها أكمل الأديان وأوفاها، وهو دين رباني بعقائده، وأصول شرائعه، ترك للبشر الاجتهاد في تنفيذه، وتطلب أفضل الطرق لتحقيقه واقعا في الأرض، بحسب طاقتهم وما أمكنهم الله فيه من العلم، وجعل هذا واجبا لازما في عنق هذه الأمة إلى قيام الساعة

1 / 54