109

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

محل انتشار

الرياض

ژانرها

شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (١)، وقال سبحانه: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ﴾ (٢). وأما المسلمون فليس ما يعاقبهم الله به مماثلًا لِما يعاقب به الكفار بل هو أهْون، كذلك فيه تكفير لسيئاتهم وتمحيص لهم، كما أنه موعظة لهم وعِبْرة، كذلك فإن فيه الرحمة والخير الكثير لِمَا يحصل بسببه من توبتهم ورجوعهم إلى مولاهم الحقّ - سبحانه - بالانكسار والذُّل والخوف الذي يحجزهم عن التعرض لسخط ربهم؛ وقد تقدم من الأمثلة ما يوضح هذا - ولله الحمد -. ومما يُبيِّن كَوْن ما يجري على المسلمين من العقوبات من الزلازل ونحوها يُعتبَر من تكفير السيئات هو ما جاء في الحديث الصحيح عن أبي موسى الأشعري ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: (إنَّ أمتي أمةٌ مرحومة، ليس عليها في الآخرة عذاب إلا عذابها في الدنيا: القتل، والبلاء، والزلازل) (٣). ومما يوضح كون هذه الزلازل وغيرها من الكوارث عقابًا على الكافرين وموعظة للمؤمنين ورحمة بهم هو ما رواه أنس بن مالك ﵁

(١) سورة آل عمران، الآية: ١١. (٢) سورة غافر، الآية: ٢١. (٣) أخرجه الإمام أحمد برقم (١٩٧٦٧) وأبو داود برقم (٤٢٧٨).

1 / 109