104

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار

ناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

محل انتشار

الرياض

ژانرها

هلك من ذويهم وأولادهم وأموالهم ومُمْتلكاتهم ما جعلهم يفضلون الموت على أن يبقوْا أحياءًا تتقطع نفوسهم حَسَرات على ما يشاهدونه من العذاب الذي حل بهم، وقد صدق الله: ﴿وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ (١). ولقد خلَّف ذلك الإعصار العظيم خسائرَ ماديةٍ وماليةٍ هائلةٍ قُدرت بأكثر من مائتي مليار دولار. وما إن حاول القومُ التعافي من بعض صدمة هذا الإعصار المدمر حتى حَلَّ بساحتهم إعصار آخر أسموه بـ (ريتا) في العشرين من شهر شعبان، فزاد الطين بِلَّة، حتى استفحلت خسائرهم في الأرواح والممتلكات والأموال، والحمد لله رب العالمين. وما يزالون يستفتحون على أنفسهم بمزيد من النكال والعذاب حيث أعلنوا بأن ولاياتهم مقبلة على أنواع شتى من الكوارث، من زلازل وأعاصير مدمرة، وما يسمونه بانفلونزا الطيور، وبراكين هائلة غير مسبوقة تغطي بِحِمَمِها سماء أمريكا وقد تنفجر في أي لحظة كما يقولون؛ ونسأل الله الذي قال: ﴿إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ﴾ (٢) .. أن يجازيهم في الدنيا بما

(١) سورة التوبة، الآية: ٨٥. (٢) سورة الأنفال، من الآية: ١٩.

1 / 104