رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم
رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم
ژانرها
وهذا ما ظهر أثره فى الخارج، فقد كان أنبياء الله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام محفوظى الظواهر والبواطن من التلبس بمنهى عنه ولو نهى كراهة أو خلاف الأولى.
... فهم محفوظون ظاهرًا من الزنا وشرب الخمر والكذب والسرقة، وغير ذلك من المنهيات المستقبحات فى الخارج، ومحفوظون فى الباطن من الحسد والكبر والرياء وغير ذلك من منهيات الباطن (١) .
... فلم تُعرف لهم زَلة، ولا سُجلت عليهم هفوة فى مجتمعاتهم المليئة بالشحناء والعداوة والبغضاء لهم، ولو أن أعدائهم علموا من ذلك شيئًا لطاروا به فرحًا، ليدفنوا ما زاع لهم من مكارم الأخلاق، وصالح القول والعمل، كشأن الغوغائيين الذين قال فيهم الشاعر:
إن يسمعوا زلة طاروا بها فرحًا ... *** ... منى وما علموا من صالح دفنوا
صُمُ إذا سمعوا خيرًا ذكرت به ... *** ... وإن ذكرت بسوء عندهم أُذن
فقد كانوا فى غاية التربص لتصيد عثراتهم إن وجدوها، فلما أعياهم البحث والانتظار، ويئسوا من العثور على شئ من ذلك، طفقوا يفترون الكذب، ويقولون الزور، فيرمونهم بالسحر تارة، والكهانة أخرى، والجنون حينًا، والافتراء حينًا آخر، وغير ذلك بما طاب لهم التفوه به مما سجله عليهم القرآن الكريم، وحفظه التاريخ، ولكن سرعان ما كان يكذبهم الواقع، فتبور أقوالهم، وترجع عليهم بالخزى والعار، ويبقى جانب الأنبياء مصونًا بالعصمة الإلهية، والعناية الربانية، ليكونوا أطهارًا أتقياء قادة الخلق إلى مكارم الأخلاق.
وما كان لهم بذلك من يد لولا العصمة الربانية التى أحاطت بهم قبل نبوتهم وبعدها فمنعتهم من الوقوع فيما لا يحمد مما يكون منفردًا للناس عن أتباعهم إلى ما يدعونهم إليهم من الدين والأخلاق الفاضلة (٢) .
_________
(١) ينظر: إتحاف المريد بحاشية الأمير ص١١٤، وتحفة المريد على جوهرة التوحيد للباجورى ص٧٥.
(٢) ينظر: أخلاق النبى ﷺ فى القرآن والسنة للدكتور أحمد الحداد ٢/٩٩٠، ٩٩١.
1 / 21