رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم
رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم
ژانرها
.. وصفوة القول: أن ما استدل به من آيات على عدم عصمته ﷺ لا حجة لهم فيها لأن تلك الآيات الكريمات هى فى حقيقة الأمر واردة فى مقام المنة على رسول الله ﷺ، ومع تلك المنَّة يستحيل ما استدلوا به على عدم عصمته ﷺ وتأمل معى آية سبأ: ﴿قل إن ضللت فإنما أضل على نفسى وإن اهتديت فبما يوحى إلى ربى إنه سميع قريب﴾ (١) فهل مع منَّة النبوة، ونزول وحى الله تعالى إليه يكون ضلال؟ هل يعقل هذا؟ وكذلك آية يوسف: ﴿نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين﴾ (٢) فهل مع منة الوحي، ونزول القرآن عليه يجوز فى حقه ﷺ غفلة جهل، سواء قبل النبوة أو بعدها؟! وكذلك ما استدلوا به من آية الضحى: ﴿ووجدك ضالًا فهدى﴾ تجدها آية كريمة وردت فى سورة عظيمة أقسم رب العزة فى أولها بالضحى، والليل إذا أقبل بظلامه، على أنه ما ترك نبيه ﷺ، وما أبغضه، وهذا من كمال عنايته ﷿ فى رد ما قال المشركون للنبى ﷺ، ثم أخذ رب العزة يعدد فى ضمن نفى التوديع والقلى: ﴿ما ودعك ربك وما قلى﴾ (٣) نعمه على حبيبه ومصطفاه فى الدنيا والآخرة، وآمرًا له بأن يحدث بها قال تعالى: ﴿وللآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى. ألم يجدك يتيمًا فأوى. ووجدك ضالًا فهدى. ووجدك عائلًا فأغنى. فأما اليتيم فلا تقهر. وأما السائل فلا تنهر. وأما بنعمة ربك فحدث﴾ (٤) فتأمل كيف وردت آية ﴿ووجدك ضالًا فهدى﴾ فى معرض الثناء والمدح، والمنَّة عليه ﷺ بنعم لا تعد ولا تحصى. فهل يعقل أن يكون مرادًا بالضلال فى هذا المقام ضلال الكفر والفساد؟!! كيف وقد عصمه رب العزة من ذلك قبل نبوته، وهو ما تشهد
(١) الآية ٥٠ سبأ.
(٢) الآية ٣ يوسف.
(٣) الآية ٣ الضحى.
(٤) الآيات ٤ – ١١ الضحى.
1 / 188