134

رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

ژانرها

أولًا: لاحتمال تكرار نزول الآية مرة بمكة، وبمرة بالمدينة:
... ومن تمسك برواية أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها السابقة، فلا حجة له فيها لاحتمال أن السيدة عائشة لم تخبر عن أمر شهدته، وإنما حدثت عن من شهد الحادثة، وقت نزول الآية فى مكة من الصحابة رضى الله عنهم ويؤيد هذا الاحتمال، الاختلاف فى رفع الحديث ووقفه كما قال الحافظ ابن حجر (١) وأيضًا: اختلاف ألفاظ روايات حديث عائشة تشير إلى أنها حدثت أولًا عن أمر سمعته من غيرها، كما فى حديث الترمذى – وهذا هو ما ذكرت فيه نزول الآية، وهو محتمل احتمالًا قويًا أن يكون فى مكة، فلا حجة فيه لمن يتمسك بمدنية الآية لأنه كما "لا يخفى ليس بنص فى المقصود" كما قال الإمام الألوسى فى تفسيره (٢) .
... وهى رضى الله عنها تحدثت مرة أخرى عما رأته وشاهدته، وكانت فيه مع رسول الله ﷺ، بدليل رواية الإمام أحمد "وهى إلى جنبه" (٣) .
ثانيًا: يحتمل أن قول رسول الله ﷺ السابق فى حديث عائشة – على فرض أن هذا القول كان بالمدينة، إخبار عن حال ثابتة له ﷺ منذ كان بمكة، ولما رأى حرص أصحابه على حمايته، وانتدابهم لحراسته فى بلد نزل فيه مهاجرًا قبل أن يستقر؛ ذكرهم بأنه لا حاجة له بحراستهم فى المدينة أيضًا، لأن الله تعالى قد عصمه منذ كان فى شدة الأزمات والشدائد بمكة (٤) .

(١) ينظر: تخريج حديث عائشة السابق.
(٢) روح المعانى ٦/١٩٩.
(٣) أخرجه أحمد فى المسند ٦/١٤١،وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٦/١٣٥ فى الصحيح طرف منه، ورواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف أهـ.
(٤) ينظر: محمد رسول الله لفضيلة الشيخ محمد عرجون ٢/٤٧٦.

1 / 134