رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم
رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم
ژانرها
.. وهو اسم يمثل التكافؤ الخلقى فى شخصية سيدنا محمد ﷺ أصدق تمثيل؛ وأعنى بالتكافؤ الخلقى: أن أخلاقه ﷺ كلها قبل النبوة وبعدها تنبع من عصمة المولى ﷿ له، فهو الذى أدبه ربه فأحسن تأديبه، ومن هنا كانت أخلاقه كلها نِسَبِها متفقة، فصهره مثل شجاعته، وشجاعته مثل كرمه، وكرمه مثل حلمه... وهكذا لا تجد له خلقًا فى موضعه من الحياة يزيد أو ينقص على خلق آخر فى موضعه منها، وهذا التكافؤ الخلقى فى وجوده الواقعى فى شخصيته ﷺ معجزة فى الحياة، لأن الإنسان معترك الغرائز، والتكافؤ الخلقى فى الشباب ضرب من المحالات فى متعارف الحياة، فإذا حققه الوجود الواقعى فى شباب سيدنا محمد ﷺ كان وجوده معجزة، ودليل على عصمة رب العزة له، وعنايته به وحفظه من مظاهر الجاهلية، على ما سبق تفصيله.
... وكذلك التكافؤ الخلقى فى شخصيته ﷺ بعد النبوة يعد معجزة ودليل على عصمته. لأن التاريخ لم يذكر من النماذج العليا للبشرية من كان هذا التكافؤ الخلقى خليقته العامة سوى المصطفى محمد ﷺ، وإذا ذكر التاريخ غيره من النماذج العليا ذكره عنوانًا لتبرير جزئى فى بعض الفضائل والأخلاق. فهذا مثل مضروب فى الصبر، وذاك فى الحلم، وثالث فى الكرم، ورابع فى الشجاعة. وهكذا تتفرق النهايات فى الأخلاق والفضائل فى نماذج متعددة، ولكنها تجتمع متكافئة فى شخصيته ﷺ، وهذا من الإعجاز والعصمة.
... وإذا أردت مثلًا على هذا التكافؤ الخلقى فى شخصيته ﷺ فتأمل حاله قبل زواجه من خديجة رضى الله عنها من شظف العيش، وقلة ذات يده، وتأمل حاله بعد زواجه منها، حيث أصبح ﷺ بين عشية وضحاها من أغنياء قريش، وذوى ثرواتها، حيث أصبح عُرفًا مالها ماله، وثراؤها ثراءه. فهل غير ذلك تكافؤه الخلقى؟!.
1 / 113