تنطلق الرجال من القيود التي صنعتها الرجال
في هذه الليلة لا يذكر الإنسان شيئا سوى أنه حر سعيد محبور
ينسى الفقير كونه فقيرا وينسى الغني كونه غنيا وينسى الشريف كونه شريفا وينسى البائس كونه بائسا، وينسى الفاعل كونه عبدا
إن فرح الناس في هذه الليلة لعظيم، تكاد المدينة تضيق على ما في قلوب أولادها من السرور والابتهاج
نعم في مثل هذه الليلة يخرج الإنسان من كل ما بناه الإنسان وشيده، الملاهي والحانات والمعابر ورداه الرقص، وبيوت اللذات كلها، كلها لا تشفي له غليلا، كلها ضيقة مظلمة، كلها صغيرة واطئة
لا شيء هذه الساعة في العالم يستحق أن يقف الإنسان تحته متهللا ممجدا إلا الفضاء غير المتناهي، إلا السماء الشهباء المرصعة بالنجوم المزينة بالكواكب والأقمار
في هذه الليلة يخرج أولاد المدينة وبناتها ورجالها ونساؤها ليودعوا العام المنقضي وليستقبلوا العام الجديد
يطوفون في الشوارع متهللين فرحين نافخين في المزامير والأبواق هاتفين هتاف الصبيان في الأسواق، وهذا - ورب الناس - جميل •••
هلموا إلي أيها الساخرون بأفراح الشعب البسيط
تعالوا فانظروا كيف يسير الغني بجانب الفقير في هذه الليلة، والشريف بجانب الفاعل، والصالح بجانب الأثيم، والصاحي بجانب السكران، والكاهن بجانب الجاحد
صفحه نامشخص