226

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

پژوهشگر

محمد عبد الله عنان

ناشر

مكتبة الخانجي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٩٨٠م

محل انتشار

القاهرة

الاستبشار، وَحصل إِلَيْهَا الأمل الَّذِي كَانَ إِلَيْهِ يشار، والقرب الَّذِي كَانَت تحن إِلَيْهِ كَمَا تحن العشار، وَظَهَرت آثَار الِاعْتِقَاد الَّذِي لم يزل فِي العقائد كامنا يروع النَّاس مقَام إِبْرَاهِيم، الَّذِي من دخله كَانَ آمنا، وغبطناكم بموقعها الْأَسْنَى، وعارفتها الْحسنى، وَقُلْنَا الْحَمد لله الَّذِي رد حلي الْملك الْمجِيد إِلَى الْجيد، وقلد حسام الْخلَافَة، عاتق البطل النجيد، وزين المفرق الْكَرِيم بالتاج، وَفرق مُقَدّمَة الْعَزْم بالإنتاج، ومعاذ الله أَن تجْهَل الْبِلَاد حق والدكم، الَّذِي كفل الرّعية وكفاها، وتمم مآرب الْإِسْلَام على الْأَيَّام ووفاها، وأعذب الْمَوَارِد وأصفاها، وَمد جنَاح الْعدْل المنشور، وَالْفضل الْمَشْهُور، ووسم بغرر المناقب أوجه الْأَيَّام والشهور، وَكَانَ لملوك الْإِسْلَام أَبَا، ولتمهيد الأقطار، وتسنى الآمال الجهادية والأوطار سَببا، وَلدين الله ركنا وثيقا، ولأوليائه وليا وصديقا، وعَلى الثغور شفيقا، ولأعباء الْخلَافَة مطيقا، وللمناقب ديوانا، وعَلى عز كلمة الله عنوانا، وللجهاد مديما، ولنعمة الله بالشكر مستديما، ولرسوم الْعلم وَالْعَمَل مُقيما، وللعدل وَالْإِحْسَان صراطا مُسْتَقِيمًا، ولخصوص هَذِه الجزيرة الأندلسية، الَّتِي جعلهَا الله ميدان أمانيه، من رَضِي الله وآماله، وأسلف فِيهَا مَا أسلف من أَعماله، وسمح لَهَا بِنَفسِهِ وَولده وَمَاله، جزاه الله جَزَاء الْخُلَفَاء الصَّالِحين، وَالْأَئِمَّة الْمُجَاهدين من أَمْثَاله، وَأبقى بركته فِي وَلَده وَآله. فَلَو لم يدع إِلَى السرُور بِمَا سناه الله لكم إِلَّا هَذِه الْوَسِيلَة، الَّتِي تسلم لَهَا الْوَسَائِل، وَتقوم على فَضلهَا الْبَرَاهِين والدلائل، لكفت، وبرت ووفت، وسحت بركتها ووكفت، فالفرقد من النصل، وَالْفرع من الأَصْل، وَالْحب يتوارث، كَمَا ورد بِهِ الحَدِيث وَالْخَبَر، وَشهد بِهِ الْحس وَهُوَ الشَّاهِد الْمُعْتَبر. وَإِنَّا لنَرْجُو أَن ترضوه فِي لحده، باقتفاء سنَن جهاده وجده، وتتمموا مقاصده فِي سَبِيل الله

1 / 242