209

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

پژوهشگر

محمد عبد الله عنان

ناشر

مكتبة الخانجي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٩٨٠م

محل انتشار

القاهرة

وَصدر عني لما فر الْأَمِير أَبُو ثَابت الزعيم بالفل من بني زيان أثر الْهَزِيمَة الَّتِي جرت عَلَيْهِم، وَلحق بِأَرْض صَاحب بجاية فَقبض عَلَيْهِم، وَوجه بهم إِلَى السُّلْطَان الْكَبِير الشهير أبي عنان ﵀، فأوقع بهم، تجَاوز الله عَنْهُم. وخاطب سُلْطَان الأندلس أَبَا الْحجَّاج بن نصر رَحمَه
الله مُرَاجعَته من إملائي بِمَا نَصه:
الْمقَام الَّذِي انتظمت لدولته الْفتُوح الغر انتظام الْعُقُود، واقتضيت بعزماء عزماته دُيُون الْأَيَّام اقْتِضَاء النُّقُود، وطلعت من ثنايا آرائه السديدة، وُجُوه السُّعُود، وتكلفت نِيَّته الصَّالِحَة لَهُ بنيل الْمَقْصُود، وإنجاز الْمَوْعُود، مقَام مَحل أخينا الَّذِي إِن نشرت الْفتُوح، ألفيت فِي ألفاف البنود وَادعَة، أَو دعيت الآمال كَانَت بِوُجُودِهِ طَائِعَة سامعة [أَو استدعيت الْأَمَانِي انثالت فِي أَيدي سعوده وَإِن كَانَت شاسعة] . فرياض العزبه يانعة، وكواكب السعد بآفاقه طالعة، وأنفاس الثَّنَاء على ملكه الرفيع الْبناء بأعطر من الْمسك الفتيت ذائعة، وحدود صوارمة قَاطِعَة، وبالحق الْمُبين صادعة، السُّلْطَان الكذا، أبقاه الله مكملة مآرب أمره، معملة عوامل نَصره، مخولا من الله مَا يعجز اللِّسَان عَن حصره، ثبته فِي صحايف الصفايح آيَات فخره، وَلَا زَالَت عوامله مصرفة فِي زيد عداهُ وعمره، حَتَّى تذعن الرّقاب الغلب لقهره، وتعرف الدهور بمزية

1 / 225