الحسن الصباح: دعا لدعوته فى أيام المستنصر فى ولاية الديلم، ولهذا السبب أطلق على طائفة النزارية أنهم ملاحدة؛ لأنهم انصرفوا عن الشرع المحمدى 24 وأباحوا ما حرم الله أخذا بدعوة الحسن الصباح، قال تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون 25.
أما طائفة المستعليين فلم ينصرفوا عن ظاهر الشرع، وتابعوا سير أجدادهم، وتابع الأجناد وأهالى مصر المستعلى وجعلوه خليفة، وهرب نزار مع ولديه من المستعلى ومضى إلى الإسكندرية، فأرسل المستعلى جيشا حتى اعتقله مع ولديه، وجاء بهم إلى مصر، وتوفوا فى الحبس بالقاهرة، وتقول طائفة النزارية: بقى لهم واحد كان له اسم الإمامة على مذهبهم فى الإسكندرية، ولم يغلبه أحد، والآن انتساب وانتماء إسماعيلية الموت إليه.
وتوفى المستعلى فى سنة أربع عشرة وخمسمائة، وخلفه ابنه أبو على منصور، وقد قتلته جماعة من النزارية فى ذى القعدة سنة أربع وعشرين وخمسمائة ولم يكن له ولد، وكان قد جعل ولاية العهد لابن عمه أبى الميمون عبد المجيد بن محمد فخلفه ولقبوه بالحافظ لدين الله، ودامت خلافته عشرين عاما.
وبعده خلفه أبو منصور إسماعيل، وكان لقبه الظاهر لدين الله، وقتله عباس بن تميم الذى كان وزيره، وجعل الخلافة لابنه أبى القاسم عيسى، وكان فى الخامسة من عمره، وتلقب بالفائز بالله، وتوفى بعد ستة أعوام، وخلفه ابن عمه أبو محمد عبد الله بن يوسف، وكان لقبه العاضد بالله، حتى ذلك الوقت الذى استولى فيه آل أيوب شيركوه وصلاح الدين على مصر وبلاده، وفى أول جمعة من المحرم سنة خمسمائة وست وستين قرأوا الخطبة باسم المستنجد خليفة بغداد، وتوفى العاضد يوم عاشوراء وقطعوا نسله. والله أعلم.
وكان فى دمشق أقوام يعرفون ببنى الطيارة وبنى الشيبة من نسل محمد الديباج وبايعوه بالخلافة فى مكة واليمن، ولقبوه بأمير المؤمنين المأمون، ويقيم نسله فى مصر والشام والمغرب والعراق وجرجان، وكان على العريض رجلا فقيها زاهدا، وتقيم ذريته فى العراق وخراسان وما وراء النهر.
صفحه ۱۲۳