دام المطر فى عهد سيايروت اثنى عشر عاما، حتى انتهى الأمر بالطوفان، وجرف الماء معظم العالم. وهلك أكثر الخلق، إلا الذين استطاعوا أن يصنعوا سفنا، والذين بقوا على قمم الجبال والمرتفعات، ففكر هذا الملك فى نفسه، وقال: لقد حدث هذا فى عصرى وهلك الخلق، وكان كل ذلك بسبب غفلتى وتفكيرى السيئ، فجمع ما بقى من الناس، وأجرى الماء من المنازل حتى تنصب المياه من كل مكان فى البحر، وجفت أراضى البلاد، وشقوا فى عهده تسعة أنهار كبيرة فى بلاد الصين، وكان فى عهده رجل طول قامته أربعون ذراعا، وحكم بعده ستة عشر جيلا.
الطبقة الحادية عشرة
كان شنك تانك الملك الواحد بعد المائة من نسل رى كوكوشنك شى الملك الثالث والسبعين، ولم يسقط المطر فى عهده سبعة أعوام. وجفت الأنهار والعيون، وعجز الناس عن الزراعة. فقال: إن كل هذا الشؤم ذنبى، فأمر بأن يجمعوا حطبا كثيرا، ويحرقوه حتى يهدأ غضب الله عليه، وليغفر له ذنبه وذنوب الناس، ولما جمعوا الحطب، وظهر أثر استقامته وحاجته، رحمه الحق تعالى، وهطل المطر سبعة أيام بلياليها، ونجا الناس من ضائقة القحط، والحاجة إلى السعة فى النعمة، وحكم بعده تسعة وعشرون جيلا.
الطبقة الثانية عشرة
كان جورودانك الملك الحادى والثلاثين بعد المائة، وله أب يسمى جيورن حكيما كفئا، والفأل الذى وضعه من قبل نوكى أول ملك من الطبقة الثانية جعله ثمانية أقسام وفهمه صعب، وقسمه إلى ثمانية فى ثمانية، وجعله فى أربع وستين خانة، ووضحه وأوصله إلى مرتبة الملك، إلا أنه لم يشغل نفسه به أخذا بالحكمة، وجعل ابنه مكانه وكان أيضا حكيما عادلا، وهو الذى وضع وعين الفرسخ.
صفحه ۳۸۵