وفى أثناء هذه الأيام قال إيشاى لابنه داود: يعود الجيش هذه المرة متأخرا قدم إليهم قدرا من الزاد لإخوة يبر، وخبرنى عن الجيش، وسلامة الإخوة، ولما مضى داود، رأى أخاه الأكبر؛ فزجره قائلا: لماذا جئت وسلمت الغنم؟، ولما أوصل إليه رسالة وهدية أبيه وعاد وصلت لذلك الشخص امرأة مناديه، وسمع هذا المنادى يقول: أخرج من عهدة هذا الأمر، فأخبروا الملك فطلبه وألبسه درعه، ولكنه كان طويلا وثقيلا فخلعه، فقال طالوت: كيف تقاوم هذا العدو بغير جيوش ولا سلاح؟ قال: حينما كنت أرعى الغنم اختطف دب شاة من القطيع، وكان معه أسد فى ذلك الوقت وقتلتهما بقوة الله وخلصت الشاة، وإن هذا المجوسى لن يكون شرا منهما، قال هذا الكلام ومضى، وحمل فى الطريق خمسة أحجار بأسماء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون، ووضعهم فى كيس المقلاع، ولما وصل المعركة رآه جالوت، وقال: أنا ذلك الكلب الذى أتيت إلى بالمقلاع أقدم حتى أقدم لحمك لطيور السماء وكلاب الأرض، فدس داود يده فى الكيس، فصارت هذه الأحجار حجرا واحدا بقدرة الله تعالى، فوضعها فى المقلاع وضربه فى جبهته، فسقط جالوت، فجرى داود واستل سيفه من وسطه وقطع عنقه.
ولحقت الهزيمة بجيش جالوت، وتلا تلوهم بنو إسرائيل وقتلوا معظمهم، وسأل طالوت قائد جيشه نير من هذا الرجل؟، قال: لا أعلم، فطلبوه، فقدم داود ومعه رأس جالوت فى يده وقدمه إلى طالوت، فسأله عن حسبه ونسبه فاحتجزه عنده وجعله على رأس الجيش.
ولما قتل طالوت وهب الحق تعالى ملك بنى إسرائيل إلى داود، وأقام العدل بين الناس، وكان له تسعة عشر ولدا: سليمان وأمنون ودانيال وأوشالوم وأذونيا ويوحار وشمعا وشورار وناثان وينفع ويانى بع واليشامع والياذاع واليغيظ واليشامع واليفاطو برعه وشعطيا وبثوعلم، وكان أوشالوم ابن بنت ملك الكرج التى تسمى منحا، فحارب أباه وقتل وأمل الملك لدينا، ولما تقرر الملك لسليمان أراد دينا أن يتزوج زوجة أبيه، فقتله سليمان بهذا الذنب، وكانت مدة ملك داود (عليه السلام) أربعين سنة.
سليمان بن داود (عليهما السلام):
جعله داود وليا للعهد فى حياته، وأجلسه على العرش، ولما تقررت السلطنة له، جمع أمراء هزاره وصده وأشراف بنى إسرائيل وتوجه إلى معبد 15 كان فى كدعون، شيده خباء المحضر فى زمن موسى (عليه السلام)، ومذبح مسين الذى كان قد شيده بصل إيل بن أورى ومكث هناك ، وقدم ألف قربان لحضرة الحق فى هذا المذبح ذات ليلة.
صفحه ۲۶۸