181

وتوفى آيل أرسلان بن إتسز فى خوارزم فى التاسع عشر من رجب سنة خمسمائة وسبع وستين، وكانت مدة ملكه ما يقرب من عشرة أعوام، وكان ابنه الأصغر السلطان شاه ولى عهده فأصبح خليفة بعده فى عهد المستضى ء، وتوفى المستنجد فى سنة ست وستين وخمسمائة. وكانت مدة خلافته عشرة أعوام.

المستضىء بأمر الله أبو محمد الحسن بن المستنجد:

كان الخليفة الثالث والثلاثين من خلفاء بنى العباس، والثانى والخمسين بعد النبى (عليه السلام). أصبح خليفة بعد أبيه، واستولى فى عهده ملك الغور على بلاد الهند وغزنة، والخوارزميون على خراسان، والسلاجقة على العراق، وفى عصر المستنجد التمس أقسنغر صاحب مراغة من دار الخلافة أن تكون الخطبة باسم ابن السلطان محمد شاه بن محمد السلجوقى الذى كان مربيا له، فوصل هذا الخبر الأتابك أيلدكز فى همدان، فغضب من هذا الخبر، وأرسل ابنه جهان بجيش؛ لمحاربة أقسنغر وتحاربوا، فهرب أقسنغر ومضى إلى قلعة روبين دز على حدود مراغة، وحاصر جهان محمد وتصالحوا فى النهاية، وعاد جهان إلى أبيه، وكان هذا الوضع فى سنة ثلاث وستين وخمسمائة، ويقال: فى سنة سبع وخمسين وخمسمائة.

وتوفى الأتابك أيلدكز فى سنة سبع وستين وخمسمائة فى همدان، وأصبح ابنه جهان أتابك وكان له عظمة وشوكة بحيث إنه لما تسلطن السلطان طغرل بن أرسلان ذكر اسمه سلطانا على السكة وفى الخطبة، وكان جهان حاكما مطلقا. ولما مات أقسنغر فى مراغة، وخلفه ابنه فلك الدين، وبسبب أنه استولى على تبريز، جهز جهان جيشا، وحاصر فلك الدين فى القلعة النحاسية (روبين دز)، وأرسل أخاه قزل بن أرسلان؛ ليحاصر تبريز وقبض جيش مراغة على رجلين من رجاله وحملوهما إلى المدينة، فألبسهما القاضى صدر الدين التشريفة، وأرسلهما إلى جهان، فأعجب بذلك كثيرا وبحديث القاضى واصطلح معهم على أن يمنحهم تبريز، وجعلوا مراغة لفلك الدين.

صفحه ۲۰۶