وأقام المتوكل كثيرا من العمائر فى سامراء وبنى بالقرب منها قصرا عاليا سماه القصر الجعفرى، وكان مدمنا للخمر، وقتلوه فى ذلك القصر، وكان سبب قتله أنه قتل إينانج كبير غلمان المعتصم، فحقد عليه الترك واتحدوا مع المنتصر، ودخلوا عليه ذات ليلة وهو فى لهوه ومتعته ومزقوه إربا إربا مع الفتح بن خاقان، وكان له من العمر أربعة وأربعون عاما، ومدة خلافته أربعة عشر عاما وتسعة أشهر وتسعة أيام.
المنتصر بالله أبو جعفر محمد:
كان الخليفة الحادى عشر من خلفاء بنى العباس والثلاثين بعد النبى (عليه السلام)، أمه أم ولد حبشية الرومية، ووزيره أحمد بن الخصيب بن الضحاك، كان شريرا كثير الشر؛ لأنه سعى فى قتل أبيه، وتوفى بعد ستة أشهر بمرض الخناق، ويقولون: لم يكن ملك قط أأصل من شيرويه، وهو بن برويز بن هرمز بن أنو شيروان والى عهد أردشير بابك كان له ستة عشر أبا كلهم ملوك، وكان المنتصر أكثر الخلفاء أصالة، ومن العجيب أن أصل الملوك والخلفاء، هم الذين قتلوا آباءهم واستولوا على الملك، فلا عجب أنه مات بعد أبيه بستة أشهر 55.
المستعين بالله أبو العباس أحمد بن المتوكل:
كان الخليفة الثانى عشر من خلفاء بنى العباس، الحادى والثلاثين بالنسبة للنبى (عليه السلام)، أمه أم ولد مخارق، ووزيره أبو موسى، وكاتبه الشجاع بن القاسم، فقتل كلاهما، وأسند الوزارة لأحمد بن صالح بن شيرزاد، وكان خليفة على خلق كريم، وتوفى فى أيامه فى سنة مائتين وثمان وأربعين أبو هشام محمد بن يزيد الرقاشى، وأيوب بن محمد الوراق، وأبو بكر محمد بن العلاء الهمدانى فى الكوفة، وأبو موسى أحمد بن صالح المصرى فى مصر، وأبو جعفر بن سوار الكوفى، وحسن بن الصالح البزاز، وهو من كبار أصحاب الحديث، وهشام بن خلد الدمشقى ومحمد بن سليمان الجهنى فى مصيصه، وحسن بن محمد بن طالود، وأبو حفص الصيرفى فى سامراء، ومحمد بن زنبور المكى فى مكة، وسليمان بن أبى طيبة، وموسى بن عبد الرحمن.
وفى نفس السنة توفى بغا التركى، وكان عمره إحدى وتسعين سنة، وهو من غلمان المعتصم، وخلفه ابنه موسى، وتوفى إبراهيم بن محمد التيمى قاضى البصرة، ومحمود بن خداش، وأبو مسلم أحمد بن أبى شعيب الحرانى، والحارث بن مسكين البصرى، وأبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرج.
صفحه ۱۷۹