128

حكاية:

قالوا: ظهر المقنع فى عهده، وكان رجلا أعور على علم تام بالشعوذة والطلاسم وعلى مذهب التناسخ، واسمه الحكيم، وكان على الدوام وراء الحجاب، وادعى أن الروح الكبرى للعالم تخرج من جسده، وإنها تبقى فى الجو إلى أن أتيت للعالم فدخلت فى جسده، وأنا نبى مثل محمد، فأمر الخليفة معاذ بن مسلم، الذى كان واليا على خراسان أن يقبض عليه، فهرب المقنع من خراسان، ومضى إلى كش، وهناك عمل طلسما لقمر طلع، وبهذا أشار الحكيم السوزنى 38 لهذا المعنى، فقال:

شعر

إن العشق وقع لغبى من الحماقة (الجهل)

حتى تطلع الشمس والقمر من بئر كش

يدعى الألوهية وليس لأحد من الخلق

أن يستطيع أن يناله من الجوع والعطش

وكان الناس ينخدعون بهذا الطلسم، وفى آخر الأمر، قبض عليه معاذ بن مسلم وقتله، وما زال فى بلاد ما وراء النهر من يتبعونه، ويسمونهم أصحاب الثياب البيض، وهم يخفون دينهم ومذهبهم.

وكان عمر المهدى ثلاثة وأربعين عاما، وتوفى فى قرية زرين من توابع سبندان فى ليلة الخميس الثالث والعشرين من المحرم سنة مائة وتسع وستين، وكانت مدة خلافته عشرة أعوام وشهرا، وستة عشر يوما ، ويقال: إن فى مأتمه كانت الجوارى يلبسن ثيابا من الصوف وطوال حياتهن لم يطرحنه.

شعر

فى نهاية بأى أرض ستروك

حينما جعلوا تراب الدنيا على رؤوسهم

الهادى أبو محمد موسى:

صفحه ۱۵۳