وحكى المسعودى: أن يزيد بن عبد الملك حين ولى عمر بن هبيرة إلى الحسن بن أبى الحسن البصرى، وعامر بن شرحبيل الشعبى، ومحمد بن سيرين، وذلك فى سنة ثلاث ومائة، فقال لهم: إن يزيد بن عبد الملك خليفة الله استخلفه على عباده، وأخذ ميثاقهم بطاعته، وأخذ عهدنا بالسمع والطاعة، وقد ولانى ما ترون فيكتب إلى بأمر من أمره، فأنفذه وأقلده ما يقلد من ذلك فما ترون؟، فقال ابن سيرين والشعبى قولا فيه تقية، فقال عمر: ما تقول يا حسن؟، فقال الحسن: يا ابن هبيرة؛ خف الله فى يزيد ولا تخف يزيد فى الله. إن الله يمنعك من يزيد، وإن يزيد لا يمنعك من الله، وأوشك أن يبعث إليك ملكا فيزيلك عن سريرك ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، ثم لا ينجيك إلا عملك، يا ابن هبيرة، إنى أحذرك أن تعصى الله، فإنما جعل الله هذا السلطان ناصرا لدين الله وعباده فلا تتركن دين الله وعباده بسلطان الله فإنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق، وحكى فى الخبر، أن ابن هبيرة أجازهم وأضعف إجازة الحسن.
وتوفى أبو محمد بن يسار غلام ميمونة زوج المصطفى (عليه السلام) وكان فى الرابعة والثمانين، وجابر بن يزيد وهو مولى الأسد من أهل البصرة ويكنى أبا الشعثاء وزيد بن الأصم وهو من أهل الرقة وابن أخت ميمونة زوج النبى (عليه السلام) ويحيى بن وئاب الأسدى، وأبى بردة عامر بن أبى موسى عبد الله بن قيس الأشعرى الكوفى فى سنة مائة وثلاث، وتوفى وهب بن منبه وأبو عبد الرحمن بن كاوس بن كيسان مولى الجبيرى فى سنة مائة وأربع، ويقال: إن طاوس توفى فى مكة سنة مائة وست وصلى عليه هشام بن الوليد، وفى عهده بدأ عبد الله محمد بن على بن عبد الله بن العباس فى دعوته، وكان نصر بن سيار واليا على خراسان، وأمر أبا مسلم الخراسانى وكان من نسل ملوك الفرس ليدعو له فى خراسان، وتوفى عبد الله بن جبير مولى العباس بن عبد المطلب فى سنة مائة وخمس.
وتوفى يزيد بن عبد الملك يوم الخميس، الخامس والعشرين من شعبان سنة مائة وخمس، فى أربله من أرض البلقا توابع دمشق، وعاش ثمانية وثلاثين عاما، ويقال: إنه حكم أربعة أعوام وشهرا.
الوليد بن هشام بن عبد الملك:
صفحه ۱۳۹