روضة الناظر وجنة المناظر

ابن قدامه المقدسی d. 620 AH
33

روضة الناظر وجنة المناظر

روضة الناظر

ناشر

مؤسسة الريّان للطباعة والنشر والتوزيع

شماره نسخه

الطبعة الثانية ١٤٢٣ هـ

سال انتشار

٢٠٠٢ م

ولذلك نراه يشتد في مناقشته للإمام الغزالي، ويصف رأيه بأنه خارج عن الإجماع، أو الكتاب في مسألة: إصابة كل مجتهد، أو أن المجتهد يخطئ ويصيب. قال -رحمه الله تعالى-: "وزعم بعض من يرى تصويب كل مجتهد: أن دليل هذه المسألة قطعي، وفرض الكلام في مسألتين: أحدهما: مسألة فيها نص فينظر: فإن كان مقدورًا عليه، فقصّر المجتهد في طلبه، فهو مخطئ آثم لتقصيره، وإن لم يكن مقدورًا عليه، لبعد المسافة، وتأخير المبالغة، فليس بحكم في حقه...." إلى أن قال: "وزعم أن هذا تقسيم قاطع يرفع الخلاف من كل منصف"١. ويقصد بذلك الإمام الغزالي. والذي يدل على ذلك ما جاء في المستصفى: ".... والمختار عندنا وهو الذي نقطع به، ونخطّئ المخالف فيه: أن كل مجتهد في الظنيات مصيب، وأنها ليس فيها حكم معين لله -تعالى-"٢ ثم فرض المسألة في طرفين، كما قال ابن قدامة. وهذا يدل على أن للرجل رأيًا مستقلًّا، وليس مجرد ناقل. جـ- ومما يدل على أهمية الكتاب العلمية: اهتمام العلماء بشرحه والتعليق عليه، أو اختصاره، فضلا عن كونه الكتاب الأساس في أغلب المؤسسات التعليمية.

١ روضة الناظر مع شرحه نزهة الخاطر العاطر "٢/ ٤١٥". ٢ المستصفى "٢/ ٣٦٣" المطبعة الأميرية بمصر.

1 / 39