وآفة العقل الصلف والبلاء المردي والرخاء المفرط لأن البلايا إذا تواترت عَلَيْهِ أهلكت عقله والرخاء إذا تواتر عَلَيْهِ أبطره والعدو العاقل خير للمرء من الصديق الجاهل ٠
أنشدني علي بْن مُحَمَّد البسامي ... عدوك ذو العقل أبقى عليك ... من الجاهل الوامق الأحمق
وذو العقل يأتي جميل الأمور ويقصد للأرشد الأرفق ...
أخبرنا مُحَمَّد بْن الحسين بْن قتيبة بعسقلان حَدَّثَنَا ابن أَبِي السري حَدَّثَنَا داود بْن الجراح وضمرة بْن ربيعة عَن خليد بْن دعلج قال سمعت معاوية ابن قرة يقول إن القوم ليحجون ويعتمرون ويجاهدون ويصلون ويصومون وما يعطون يوم القيامة إلا على قدر عقولهم
سمعت مُحَمَّد بْن محمود بن عدي النسائي يقول سمعت علي بْن خشرم يقول سمعت حفص بْن حميد الأكاف يقول العاقل لا يغبن والورع لا يغبن
قال أَبُو حاتم هذه لفظة جامعة تشتمل على معان شتى فكما لا ينفع الاجتهاد بغير توفيق ولا الجمال بغير حلاوة ولا السرور بغير أمن كذلك لا ينفع العقل بغير ورع ولا الحفظ بغير عمل وكما أن السرور تبع للأمن والقرابة تبع للمودة كذلك المروءات كلها تبع للعقل
وعقول كل قوم على قدر زمانهم فالعاقل يختار من العمر أحسنه وإن قل فإنه خير من الحياة النكدة وإن طالت والعقل الموعى غير المنتفع به كالأرض الطيبة الخراب ٠
والعاقل لا يبتدىء الكلام إلا أن يسأل ولا يكثر التماري إلا عند القبول ولا يسرع الجواب إلا عند التثبت ٠
1 / 21