179

روضة المحبين

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

ویرایشگر

محمد عزير شمس

ناشر

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

ویراست

الرابعة

سال انتشار

۱۴۴۰ ه.ق

محل انتشار

الرياض وبيروت

ژانرها

عرفان
ونظرةُ الفَجْأة: هي النظرةُ الأولى؛ التي تقع بغير قصدٍ من الناظر، فما لم يَعْتَمدْه القلبُ؛ لا يُعاقب عليه، فإذا نظر الثانية تعمُّدًا؛ أَثِمَ، فأمرَه النبي ﷺ عند نظرة الفجأة أن يَصْرِفَ بصرَه، ولا يستديم النظر، فإنَّ استدامته كتكريره، وأرشد من ابْتُلي بنظرة الفَجْأة أن يداويه بإتيان امرأته، وقال: «إنَّ معَها مِثْل الّذي معها» (^١) فإن في ذلك التسلِّي عن المطلوب بجنسه.
والثاني: أن النظر يثير قوَّة الشَّهوة، فأمره بتنقيصها بإتيان أهله، ففتنة النظر أصلُ كلِّ فتنةٍ، كما ثبت في الصَّحيح (^٢) من حديث أُسامة بن زيد ﵄: أنَّ النبي ﷺ قال: «ما تركتُ بَعْدِي فتنةً أضَرَّ على الرِّجالِ من النِّساء».
وفي صحيح مسلم (^٣) من حديث أبي سعيد الخُدْري ﵁ عن النبي ﷺ: «اتَّقوا الدُّنْيَا، واتَّقُوا النِّساء».
وفي مسند محمد بن إسحاق السَّراج (^٤) من حديث علي بن أبي

(^١) أخرجه مسلم (١٤٠٣) من حديث جابر بن عبد الله.
(^٢) أخرجه البخاري (٥٠٩٦)، ومسلم (٢٧٤٠).
(^٣) رقم (٢٧٤٢).
(^٤) لم أجده في المطبوع منه وهو ناقص، ومن طريقه أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (١٤/ ٧٩)، وابن الجوزي في «ذم الهوى» (ص ١٥٥، ١٥٦)، وأخرجه أيضًا الخرائطي في «اعتلال القلوب» (ص ١٢١). وفي إسناده موسى بن هلال النخعي وهو ضعيف.

1 / 152