104

روضة المحبين

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

پژوهشگر

محمد عزير شمس

ناشر

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

شماره نسخه

الرابعة

سال انتشار

۱۴۴۰ ه.ق

محل انتشار

الرياض وبيروت

ژانرها

عرفان
ذَبحُه من قلبه، لا ذَبْحُه بالمُدْيَة، فلمَّا أسلما لأمر الله، وقدَّم محبَّة الله تعالى عَلَى محبة الولد؛ خَلَصَ مقام الخُلَّة، وَفُدِيَ الولدُ بالذِّبْح.
وقيل: إنَّما سُمِّيت خُلَّةً لتخلُّل المحبَّة جميعَ أجزاء الرُّوح، قال (^١):
قد تخلَّلتِ مَسْلَكَ الرُّوح مِنِّي ... وبِذَا سُمِّي الخليلُ خَليلا
والخُلَّةُ: الخليلُ، يستوي فيه المذكر والمؤَنث؛ لأنه في الأصل مصدر قولك: [١٩ أ] خليلٌ بَيِّنُ الخُلَّة والخُلُولة، قال (^٢):
ألا أبْلِغا خُلَّتي جَابِرًا ... بأنَّ خَلِيلَكَ لَمْ يُقْتَل
ويُجمع عَلَى خِلال، مثل: قُلَّة وقِلال. والْخِلُّ: الودُّ والصَّديق. والْخِلَال أيضًا مصدر بمعنى المُخَالَّة (^٣)، ومنه قوله تعالى: ﴿لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ﴾ [إبراهيم/٣١]، وقال في الآية الأخرى: ﴿لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ﴾ [البقرة/٢٥٤]، وقال امرؤ القيس (^٤):
ولستُ بمَقْلِيِّ الخِلالِ ولا قَالِ

(^١) البيت بلا نسبة في «المنتخل» (٢/ ٨٠١)، و«ديوان الصبابة» (ص ٣٧).
(^٢) البيت لأوفى بن مطر المازني في «جمهرة اللغة» (ص ١٠٧)، و«اللسان» (خطأ، خلل). وبلا نسبة في «تهذيب اللغة» (٦/ ٥٦٨)، و«ديوان الأدب» (٣/ ٢٧).
(^٣) ت: «المخاللة».
(^٤) «ديوانه» (ص ٣٥). وصدره:
صرفتُ الهوى عنهن من خشية الردى

1 / 77