وَقَالَ تِلْمِيذه أَحْمد بن أبي الْحوَاري الْمُقدم ذكره دخلت يَوْمًا على أستاذي أبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي وَهُوَ يبكي فَقلت لَهُ مَا يبكيك
فَقَالَ لي يَا أَحْمد لم لَا أبْكِي إِذا جن اللَّيْل وخلا كل حبيب بحبيبه وافترش أهل الْمحبَّة أَقْدَامهم وَجَرت دموعهم على خدودهم وأشرف الْجَلِيل ﷾ فَنَادَى يَا جِبْرِيل بعيني من تلذذ بكلامي واستراح إِلَى ذكري وَإِنِّي المطلع عَلَيْهِم فِي خلواتهم أسمع أنينهم وَأرى بكاءهم فَلم لَا تنادي فيهم يَا جِبْرَائِيل مَا هَذَا الْبكاء هَل رَأَيْتُمْ حبيبا يعذب أحباءه أم كَيفَ يجمل بِي أَن آخذ قوما إِذا جنهم اللَّيْل تملقوني فَبِي حَلَفت إِذا وردوا على الْقِيَامَة لأكشفن لَهُم عَن وَجْهي حَتَّى ينْظرُوا إِلَيّ وَأنْظر إِلَيْهِم
(و) قَالَ لَو لم يبك الْعَاقِل فِيمَا بَقِي من عمره إلاعلى مَا فَاتَهُ من لَذَّة الطَّاعَة فِي عمره لَكَانَ يَكْفِيهِ أَن يبكيه ذَلِك حَتَّى يخرج من الدُّنْيَا
1 / 84