الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
شرح اللمعة
وتضعف نيتي أيضا فيه قلة رغبة هذه الطائفة فيه، وترك عنايتهم به لانهم ألفوا الاخبار، وما رووه من صريح الالفاظ، حتى أن مسألة لو غير لفظها وعبر عن معناها بغير اللفظ المعتاد لهم لعجبوا منه، وقصر فهمهم عنها.
وكنت عملت على قديم الوقت كتاب (النهاية)، وذكرت جميع ما رواها أصحابنا في مصنفاتهم، وأصلوها من المسائل، وفرقوه في كتبهم ورتبته ترتيب الفقه، وجمعت بين النظائر، ورتبت فيه الكتب على مارتبت للعلة التي بينتها هناك، ولم أتعرض للتفريع على المسائل، ولا لتعقيد الابواب وترتيب المسائل، وتعليقها، والجمع بين نظائرها، بل أو ردت جميع ذلك، أو اكثره بالالفاظ المنقولة حتى لا يستوحشوا من ذلك، وعملت يآخره مختصرا جمل العقود في العبادات سلكت فيه طريق الايجاز والاختصار وعقود الابواب فيما يتعلق بالعبادات، ووعدت فيه أن اعمل كتابا في الفروع خاصة يضاف إلى كتاب (النهاية) ويجتمع معه، فيكون كاملا كافيا في جميع ما يحتاج اليه.
ثم رأيت أن ذلك يكون مبتورا يصعب فهمه على الناظر فيه، لان الفرع إنما يفهمه إذا ضبط الاصل معه فعدلت إلى عمل كتاب يشتمل على عدد يجمع كتب الفقه التي فصلها الفقهاء: وهي نحو من ثلاثين كتابا أذكر كل كتاب منه على غاية ما يمكن تلخيصه من الالفاظ، واقتصرت على مجرد الفقه، دون الادعية والآداب، واعقد فيه الابواب، واقسم فيه المسائل، وأجمع بين النظائر، وأستوفيه غاية الاستيفاء، وأذكر اكثر الفروع التي ذكرها المخالفون، وأقول ما عندي على ما تقتضيه مذاهبنا وتوجيه اصولنا، بعد أن اذكر اصول جميع المسائل(1).
صفحه ۷۰