الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية
شرح اللمعة
وربما يجوز لنا أن نقول: إن شيئا من المجاميع الحديثية التي دونت في هذا العصر لم يكن على هذا الغرار من استيعاب أبواب الفقه، وما صح عن الامام في كل باب، فكانت الكتب والمدونات، والاصول أشبه بمجموعات شخصية يجمع فيها كل راو ما سمعه عن مشائخه، أو ماسمعه عن الامام مباشرة بصورة مبعثرة، أو منظمة غير مستوعبة. وقد يلتقي الباحث بكتاب، أو كتابين يخرج عن هذا الاطار إلا أن الطابع العام للتدوين في هذا العصر كان الصورة التي قدمناها للقارئ.
هذه هي اهم ملامح هذا العصر. وإذا صح ان المدرسة انتقلت من الكوفة إلى المدينة، او إلى بغداد او إلى طوس في هذا الفترة فقد كان لفترة قصيرة، وبصورة غير كاملة وبقيت الكوفة محتفظة بمكانتها حينا طويلا من هذا العصر.
(العصر الثالث)
مدرسة (قم والري)
يبتدئ هذا العصر من الغيبة الكبرى، والربع الاول من القرن الرابع إلى النصف الاول من القرن الخامس. في هذا الفترة انتقلت حركة التدريس والكتابة، والبحث إلى مدينتي (قم والري) وظهر في هذا الفترة شيوخ كبار من (اساتذة الفقه الشيعي) في مدينتي (قم والري) كان لهم اكبر الاثر في تطوير (الفقه الشيعي) فقد كانت (قم) منذ ايام (الائمة) (عليهم السلام) بلدة شيعية، ومدينة كبيرة من امهات المدن الشيعية، وكانت خصنا من (حصون الشيعة)
صفحه ۴۳