ومما يجب أيضا تقديم ذكره، أمر الجهاد، الذي أضحى على الأمة فرضا، وهو العمل الذي يرجع به مسود الصحائف مبيضة، وقد وعد الله المجاهدين بالأجر العظيم، وأعد لهم عنده المقام الكريم، وخصهم بالجنة التي لا لغو فيها ولا تأثيم. وقد تقدمت لك في الجهاد يد بيضاء أسرعت في سواد الحساد، وعرفت منك عزمة هي أمضى مما تجنه ضمائر الأغماد، واشتهرت لك مواقف في القتال هي أشهر وأشهى إلى القلوب من الأعياد ؛ وبك صان الله حمى الإسلام من أن يبتذل، وبعز ملك حفظ على المسلمين نظام هذه الدول ؛ وسيفك أثر في قلوب الكافرين قروحة لا تندمل، وبك يرجى أن يرجع مقر الخلافة إلى ما كان عليه في الأيام الأول، فايقظ لنصرة الإسلام جفنة ما كان غاغية ولا هاجعة، وكن في مجاهدة أعداء الله إماما متبوعة لا تابعا، وأيد كلمة التوحيد، فما تجد في تأييدها إلا مطيعا سامعا.
صفحه ۱۰۸