وبعد : فإن أولى الأولياء بتقديم ذكره، وأحقهم أن يصبح القلم راكعة وساجدة في تسطير مناقبه وبره، من سعى فأضحى بسعيه الحميد متقدما، ودعا إلى طاعته فأجاب من كان منجدة ومتهما، وما بدت يد من المكرمات إلا كان لها زندأ ومعصمة، ولا استباح حمي وغي إلا أضرمه نارة وأجراه دما.
ولما كانت هذه المناقب الشريفة مختصة بالمقام العالي المولوي السلطاني الملكي الظاهري الركني - شرفه الله واعلاه ! - ذكره الديوان العزيز النبوي الإمامي المستنصري - أعز الله سلطانه ! - تنويها بشرف ؛ قدره واعترافا بصنعه الذي تنفد العبارة المسهبة ولا تقوم بشكره، وكيف لا ؟ وقد أقام الدولة العباسية بعد أن أقعدتها زمانة الزمان، وأذهبت : ما كان لها من محاسن وإحسان ؛ وأعتب دهرها المسيء لها فأعتب، وأرضى عنها زمنها وقد كان صال عليها صولة مغضب، فأعاده لها سلما بعد أن كان عليها حربا، وصرف اليها اهتمامه فرجع كل متضايق من أمورها رحبة ؛ ومنح أمير المؤمنين عند القدوم عليه حنوا وعطفة، وأظهر من الولاء رغبة في ثواب الله ما لا يخفي ؛ وأبدى من الاهتمام بأمر
صفحه ۱۰۳