وسار الملك المظفر - رحمه الله - وسائر عسكره، فوجدوا مولانا السلطان - نصره الله ! - قد مهد لهم البلاد، وسكن من بقي فيها من الرعايا، وجسر الناس على التقدم، ووصل الملك المظفر إلى دمشق بغير تعب ولا نصب. ووصلت كتب مولانا السلطان إلى الملك المظفر إلى دمشق بما فعله، وما فتحه، وما مهده، وأنه سير الأمير عماد الدين أبا بكر بن المجير إلى حلب، وأنه ولي في البلاد، وأنه لم يبق قدامه أحد في بلاد الشام ولا حلب، وسير إلى حماه وحمص وغيرها من أمنها وطمأنها ..
وكان هذا الفتوح كله بسيفه، وهذا النصر جميعه من عند الله ومن عنده، والخوف الذي حل بالأعداء إنما هو من مهابته.
حكاية
حكي الأمير افتخار الدين، والي بصري، قال :
« حضرت يوما عند كتبغا، وهو في مجلس عظيم، كان من جملة من كان فيه المولى الملك الأشرف، صاحب حمص، وقد التفت وقال له : « بأمر من أخذت حواصل شیرز، وسيرتها إلى ولدى؛ ھلاون ؟ » قال : « بأمر ملك البسيطة » - يعني هلاون. فقال له : « فعلته إلا من عندك جسارة، وإلا أبي ؛ هلاوون ما يسيرني قط إلى جهة ويكتب لغيري
صفحه ۶۶