208

رود زاهر در سیره پادشاه ظاهر

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

مناطق
مصر
امپراتوری‌ها
ممالیک

والسلطان لازم نوبته ومكانه لم يتغير منه. ولما رأى الفرنج من صفد وصول هذه العساكر، قال واحد منهم : « يا مسلمين ! أنتم قليل واستدعوا عسكرا، فعل الله بالبعداء وصنع !». وخرج بدر الدين الأيدمري ليرى هلال شوال فوقع في رأسه حجر، فرسم بأن لا يجتمع أحد لسلام العيد، ولا يتزحزح من مكانه، خشية من انتهاز العدو غرة من العسكر. ورمي المنجنيق المغربي في هذا اليوم، فأثر آثارة حسنة. ونودي في العسكر بأن من جلب خمرة أو شربها شنق.

وفي ثاني شوال حصل الاهتمام بالزحف، وقرر ذلك مع الملك المنصور صاحب حماه، والأمراء الأكابر، فتحالل الناس، واجتهدوا ؛ وكان قد عمل من النفط أشياء من السهام الطيبة والرماح، ففرق ذلك على الزراقين ووعد الحجار ون أنه من أخذ أول حجر كان له مائة دينار، وكذلك الثاني، والثالث، إلى العشرة. وأمر حاشيته بأن يلاز موا مواضع قتالهم، ولا يشتغلوا بخدمته. وشرع الناس في أمر الزحف من العشاء. وكان قد وصل جماعة من الصلحاء للغزاة، ووصل الشيخ الصالح، قاضي قضاة الحنابلة بدمشق ؛ فحرکت الطبلخانات السلطانية نصف الليل، وركب السلطان، وهجم خندق الباشورة فقاتل الفرنج قتالا شديدا، وابتلي المؤمنين ؟ بلاء شديدة، واستشهد جماعة من المجاهدين ؛ وصار الإنسان يرى رفيقه يقتل، فيجره، ويقف مكانه وتكاثرت النقوب، ودخل النقابون إليها، وأعطاهم السلطان ثلاثمئة دينار وصار كل من عمل شيئا جزاه عنه لوقته بخلع تفرق، وأموال تبذل، وهو يشارك الناس فيما هم فيه من قتال، ودخول نقوب، وزحف ؛ ونصب خيمة قريب صناجقه، وجعل فيها حكماء وجرائحية، وأحضر إليها المجرحين من الغرباء والحجارين، وأطلق الأشربة والمأكول للجند.

صفحه ۲۵۸