وصار الملك الناصر يتوهم في جميع مماليكه السوء والغدر ؛ وتخيل من كل أحد، وحضر إلى السلطان من أوهمه منه ونفره عنه ؛ فخرج جريدة، ووصل إلى نابلس. واتفق خروج المماليك الناصرية، وجماعة من العسكر هاربين، فوصلوا إلى غزة، فوجد السلطان الشهر زورية، فامتزج بهم وخالطهم ؛ وكان العسكر المصري الذي توجه نجدة للملك الناصر قد عزم الشهرزورية على اتلافه، فأعلم السلطان الأمير جمال الدين النجيبي بذلك، فرجع العسكر المصري، وأقام السلطان بغزة. حتى سيتر إلى الديار المصرية الأمير علاء الدين طیبر س الوزيري إلى الملك المظفر سیف الدين قطز - رحمه الله ! – فاستوثق منه، وحضر إليه وصحبته جماعة من خوشداشيته، فتحدث الملك المظفر معه في أمر الجهاد، فقوى نفسه، وثبت جأشه. واتفق ما اتفق من خروج الملك الناصر من الشام بالعساكر، ووصوله إلى قطيا، ورجوعه منها، ووصول العساكر، وخروج الملك المظفر إلى الصالحية ؟، فتحدث مع السلطان في الركوب، وقصد الشهر زورية ؛ وداخل الملك المظفر الخوف من قصد العسكر الشامي، فركب السلطان ومعه جماعة، وسار ليله كله حتى أشرف على الشهر زورية بمن معه ؛ فداخلهم الرعب، وفرق شملهم، وبداد جمعهم، وتلاحقوا العساكر المصرية، فكسبوا وغنموا. وقتل مقدمهم الأمير نور الدين حسن ابن بدل . وأصلح حال عسكر الشام عند الملك المظفر - رحمه الله ! -.
ذكر الخروج لغزاة التتار - خذلهم الله ! -
صفحه ۶۳