226

============================================================

يصلى إلى رمحه المركوز فى الأرض جاء طير وجلس على رأس الرمح وقال إن السرية قد سلمت وغنمت وسترد عليكم يوم كذا وقت كذا قال آبو مسلم من آنت يرحمك الله فقال الطير أنا مذهب الحزن عن قلوب المؤمنين فجاءت السرية كما ذكر: الكاية الثانية والسبعون بعد المافتين ن خير النساج رضى الله عنه قال كنا فى المسجد فجاء الشبلى رضى الله عنه فى حال سكره أى فى حال ورد عليه فنظر إلينا ولم يكلمنا وتهجم على الجنيد رضي الله عنه وهو جالس فى بيته وعنده زوجته فأرادت أن تستتر فقال لها الجنيد لا بأس عليك هو غائب لا علم له بك فصفق الشبلى رأس الجنيد وأنشأ يقول : ع و دونى الوصال والوصل عسذب ورمونى بالصد والصد صهسب زعموا حين عاتبوا آن جرمى فرط حبى لهم وما ذاك ذنسب لا وحسن الخضوع عند التلاقسى ما جزا من يحب إلا يحب فاهتز الجنيد وقال هو ذاك يا أبا بكر فخر مغشيا عليه ثم بعد ساعة بكى الشبلى، فقال الجنيد لامرأته استترى عنه فقد أفاق رضى الله عنه ونفعنا به وقال بعضهم دخلت على الشبلى وهو يتتف اللحم من حاجبه بمنقاش فقلت له ياسيدى إنك تفعل هذا بنفسك ويعود أله إليك فقال ويحك لى ظهرت الحقيقة ولست أطيقها فأنا أدخل على نفسي الألم لعلى أحس به فيستتر ذلك عنى فلا وجدت الألم ولا ستر ذلك عنى ولا لى به طاقة .

وقال أبو القاسم الجنيد رضى الله عنه كنت أسمع السرى رضى الله عنه يقول قد يبلغ البعد إلى حد لو ضرب وجهه بالسيف لم يشعر به قال وكان فى قلبى ذلك شىء حتى بان لى الأمر كذلك .

(قلت) ومما يشهد لصحة ذلك قوله تعالى: فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن(1) جاء فى التفير أنهن لم يشعرن بتقطيع أيديهن وهذا فى محبة مخلوق فكيف فى محبة الخالق وما ينكر ذلك إلا من لم يذق ذلك ولم يصدق أحوال القوم وكذلك يشهد له ما اشتهر عنه أحدهم أنه ظهرت برجله الأكلة فدخل عليه الحكماء، وقالوا إن لم تقطع رجله مات فقالت أمه دعوه حتى يدخل فى الصلاة فإنه لايحس بشيء إذا دخل فيها فتركوه حتى دخل فيها ثم قطعوا رجله ولم يشعر بذلك رضى الله عنه وتفعتا به (1) سورة يوسف: الآية 31.

صفحه ۲۲۶