============================================================
روض المثاظر لى علم الأوائل والأواخر وكان رسول الله حين حرج توجه إلى بيت ابى بكر وأعلمه ان الله اذن له فى الهجرة، فبكى أبو بكر سرورا، وقال: الصحبة يا رسول الله واستأجر عبد الله بن اريقط، وكان كافرا حين ذاك ليدلهما على الطريق، ومضيا إلى غار بثور - جبل أسفل مكة- وخرجا منه بعد ثلاثة ايام ومعهما الدليل وعامر بن فهر مولى آبى بكر- رضى، اللهعنه.
وجاءت قريش فى طلبهم، ولحقهم منهم سراقة بن مالك، فقال رسول الله لأبى بكر: الا تحزن ان الله معنام ودعا على سراقة، فارتطمت فرسه إلى بطنها فى أرض صلبة، فقال: يا محمد خلصنى، ولك آن أرد عنك، فدعا له فتعلص، فتكث وعاد إلى الطلب فدعا عليه، فارتطمت فرسه ثانيا، فساله الخلاص، ودعا له فتخلص ورجع عنه، وجعل يقول لكل من لقيه: كفيتم ما هاهنا قحارو8(1) .
وقدم رسول الله المدينة ظهر يوم الإثنين ثانى عشر شهر ربيع الأول.
سنة إحدى من الهجرة: وهذا ابتداء التاريخ الإسلامى، ولفظة التاريخ محدثة فى كلام العرب، وهى معرب ماه رور، وعن القولى: تاريخ كل شيء غايته ووقته.
وعن ميمون بن مهران أنه رفع إلى عمر بن الخطاب فى أيام خلافته صك محله شعبان، فقال: اى شعبان، وجمع وجوه الصحابة، واجتمعوا على وضع يعرف به التاريخ، واستحضروا الهرمزان عالم الفرس فقال: إن لنا حسايا يقال له ماه رور، معناه حساب الشهور، فجعلوا اسمه التاريخ وطلبوا وقتا يجعلونه اولا لتاريخ دولة الإسلام، فاجتمع رأيهم على أن يكون أول التاريخ عام الهجرة، وقد وضع الملك المؤيد تاريخا يتضمن ما بين التواريخ المتقدمة وتاريخ الإسلام.
ونزل رسول الله بقباء، وأقام بقية يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والحميس، وأسس مسجد قباء، فهو المسجد الدى اسس على التقوى من أول يوم وخرج من قياء يوم الجمعة، فما مر على دار من دور الأنصار إلا عرضوا ناقته (1) راجع هجرة النبى فى : طبقات ابن سعد (227/1)، دلاثل النبوة للبيهقى (465/2)، تاريخ الطبرى (374/1)، سيرة اين هشام (484/1)، التاريخ للذهيى (218/2) .
صفحه ۷۹